وداعاً أيها البحر . . .
لأبي حمود هادي محجب
وداعاً
أيُّهَا البحر
قصيدة رثاء في شيخنا العلامة الفقيه الأصولي
/ زيد ابن محمد ابن هادي المدخلي رحمه الله وأكرم نزله وأسكنه فسيح جناته . .
دهى
خطبُ المنية كلَّ سمعِ . . وفَرَّقَتِ المنيةُ كلَّ جَمْعِ
وبات
الناسُ في الدنيا حصاداً . . لها في كل ناحية وصِقْعِ
وما
سَهْمُ المنية بالمُرَجَّى . . سلامَتُهُ إذا ارْتَجَّتْ بِفَجْعِ
سهامُ
الموتِ نالتْ كلَّ حَيٍّ . . وَأَوْرَدَتِ المَقَابِرَ دُونَ رَجْعِ
ومَا
قد نَالَنِي مِنْهَا كَثِيرٌ .. تُفَجِّعُنِي بأصلٍ أو بفرعِ
ولستُ
أنا مَنْ سوف يبقَى .. فلا يُغْنِي معي خَوَلِي وجَمْعِي
وفَقْدُ
معلمي وأبي وشيخي .. حَزِنْتُ لأجله وانْهَلَّ دمعي
وضاق
الكون عندي من سماعٍ .. فما أبقى سوى في القلب صدعِ
مضى
زيدٌ وكلُّ الناس تمضي .. ولكنْ موتةُ النحريرِ تُقْعِي
فما
خطبٌ دهاني مثلَ زيدٍ .. ضُحًى والناس في شغل ورتْعِ
إمَّامٌ
في الورى حبرٌ فقيهٌ .. أصوليٌّ وذو علمٍ وشرع
شجاعٌ
قلَّ في الدنيا نظيرٌ .. لهُ في النصح يَجلو كلَّ سَمْعِ
دعا
للسنة الغراء دوماً .. وجاهدَ كلَّ حزبيٍّ وبِدْعي
فما
أرخَتْ عَزِيمَتَهُ الخطوبُ .. ولا لانت عَرِيكَتُهُ لِقَرْعِ
ومنهجه
هو السلفيُّ قولاً .. وفعلاً بل وتعليماً برِفْعِ
وداعاً
أيها البحرُ وداعاً .. فلا فاضت مجاري النهر تَرْعِ
فيا
شيخي إلى جنات ربي .. مع النجميِّ في فرحٍ ورتْع
أخيك
أبي الحسينِ له مقامٌ .. مع العلماء يعلو كلَّ رَبْعِ
بها
تعلو مقاماً عند ربي .. كما أعلا بصيتك كلَّ صِقعِ
وفي
الفردوس تهدى كلَّ نُعْمى .. مع العلماء من صَحْبٍ وتِبْعِ
ورِضْوانُ
الإلهِ عليك شيخي .. مع الغُدُواتِ والآصالِ أدعي(١)
وما
ناحَتْ على الأغصانِ وُرْقٌ .. وما لاحَتْ برُوقُ دُجَى بِلَمْعِ
وأَغْدَقَ
بالغَمَامِ عليكَ وَبْلًا .. منَ الرَّحماتِ في قبرٍ بِهَمْعِ
وباركَ
رَبُنَا فيما تركتم .. من العلمِ المُوَرِّثِ كلَّ نَفْعِ
وبارك
في البنينِ وفي الشيوخِ .. أبي زيدٍ محمدِ ثُمَّ مرعي
وفي
موسى أسامة والهِزَبْرِ .. عَلِيٍّ جامعِ الأخلاقِ طَبْعِ
وألهمنا
بصبر واحتسابٍ .. وأعظمَ أجرنا فالخطبُ جَزْعِ
كتبها
أبو
حمود هادي بن قادري بن حسين محجب
١٣ / ٥ / ١٤٣٥هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أصلها أدعو وقلبت الواو ياءً للضرورة .
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |














0 التعليقات: