دولة فاحش والحرب على الإسلام بالوكالة وتفجيرات باريس
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعيه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
{يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢}(1) ، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي
خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ
ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا ١}(2) ، {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلًا سَدِيدًا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١}(3) ، أما بعد :
فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكلَّ محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النار .
وهذه مقالة بعنوان :
دولة فاحش والحرب على الإسلام بالوكالة وتفجيرات باريس
فهاهي أيادي الغرب الصليبي لا زلنا نراها بكلِّ جلاء تشن حربها على الإسلام بالتفجيرات بالوكالة ، وهذه المرة في عقر داهم ، كلُّ ذلك صدّاً منهم عن سبيل الله ، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله .
فهاهي دولة الفواحش تحارب الإسلام والدعوة إليه ، وهذه المرة ليس في العراق والشام ، وإنَّما في فرنسا بلاد العلمانية والحرب على الإسلام .
فماذا عملتم أيها الدواعش ؟! ، بل ماذا قدمتم للإسلام ؟! .
لا شيء سوى أنكم تحاربون الإسلام باسم الإسلام ونيابة عن دول الغرب الصليبية . وتقتلون المسلمين بحجة أنهم مرتدون ؛ انطلاقاً من نقطتين :
الأولى : أنهم يسمعون ويطيعون بالمعروف لولي الأمر ، وولاة أمور المسلمين عند الدواعش كفار لأنهم عبيد للغرب بزعمهم وأنهم يحكمون القوانين .
الثانية : أنَّهم بهذا الاستنكار للأعمال الإرهابية والتفجيرات صاروا يوالون الكفار . وهذا باطل غير صحيح . وذلك عن طريق تضليل الشباب المسلم وتضليل الناشئة بالمناهج الدراسية التي أحلوها في الأراضي التي سقطت في أيديهم .
إنَّ استنكار مثل هذه الأعمال الجبانة والغادرة التي لا يقرها العقل الصحيح ولا النقل الصريح في الإسلام أبداً ، ليس تضامناً من المسلمين مع الصليبيين وليس موالاة للكافرين أبداً كما يشيع الدواعش بين مساكين المسلمين وعوامهم ، وإنَّما لأن الإسلام يحرم الغدر ، وليس الغدر من أخلاق المسلمين ، وليس قتل الأبرياء ممَّا يحث عليه الإسلام ، بل أنَّ من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه ان ينهى عن قتل النساء والأطفال والعجزة أو من يتعهد غرسه ، وهؤلاء ليسوا بحربين حتى يقتلوا بلا ذنب ارتكبوه ، والله تبارك وتعالى يقول : {لَّا
يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ
يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ
ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ٨}(4) ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ؛ كما في صحيح البخاري ولمسلم نحوه : [ إنَّ الغادرَ يرفع له لواء يوم القيامة ؛ يقال : هذه غدرة فلان ابن فلان ](5) .
ولك أن تعلمَ أيُّها القارئ الكريم ؛ أنَّ أمن هذه الدول الكافرة ليس ساذجاً ولا سطحياً ولا بسيطاً لدرجة اختراقه بهذه السهولة من قبل أناس يحملون أحزمة ناسفة ولا يكتشفون لحظة دخولهم للمواقع نسفها .
إنَّها حربٌ منظمة على الإسلام ، حينما رأوا انتشاره فيما بينهم ، صنعوا لنا دولة الـ ( فواحش في العراق والشام ) ، وسهلوا وصول فكرهم في أوروبا بين المسلمين هناك ، وسمحوا لهم بافتتاح المواقع على الشبكة العنكبوتية العالمية ( الانترنت ) ، ليسهل انتشار فكرهم وسمومهم في أوساط السذج والجهلة من شباب المسلمين ، في سوريا والعراق ومصر والخليج واليمن ودول المغرب العربي .
كما أمدوهم بالسلاح وسهلوا استيلاءهم على النفط ، وسمحوا لهم بالتهريب والاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال عبر عصابات المافيا العالمية ، وأجهزة مخابرات دول أوروبا وأمريكا تسهل التواصل فيما بينهم على أرض الواقع .
كما سهلوا تسلل الشباب المسلم إليهم من كل حدب وصوب ، وإلَّا فكيف يتم خروجهم من بلدانهم عبر مطارات تعجل تعجل بمئات الحرَّاس إن لم يكن بالآلاف ؛ ورجال الأمن من شرطة وجوازات ورجال مخابرات على أعلى درجة من المهنية والاحترافية ، وهذه المطارات مزودة بأحدث وسائل المراقبة من كامرات وأجهزة لكشف المواد المحذورة ، ولديهم قوائم سوداء بها العديد من المطلوبين أمنياً وقضائياً بالأسماء والصور .
ومن ثَمَّ يتسللون عن طريق الأراضي التركية إلى داخل الأراضي السورية والعراقية . فلا نتصور أنَّ هؤلاء الدواعش نزلوا من السماء أو خرجوا من الأرض .
دولة فاحش تشن حرباً على الإسلام بالوكالة عن الغرب الصليبي والفرس المجوسي واليهود .
أسأل الله العظيم أن يرد عن ديننا وعن بلادنا وسائر بلاد المسلمين شرَّ الخوارج الدواعش ، وأن يرُدَّ كيدهم في نحورهم ، وأن يحفظ وليَّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده ، وولي ولي العهد ، ووزراءه وأعوانه .
وإلى الله المشتكى وعليه التكلان ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
انتهى من تحرير صباح يوم الخميس الموافق للسابع من شهر صفر لعام سبعة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية
أبو حمود هادي محجب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) [ آل عمران : 102 ] .
(2) [ النساء : 1 ] .
(3) [ الأحزاب : 70 - 71 ] .
(4) [ الممتحنة : 8 ] .
(5) أخرجه البخاري .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
URL | |
HTML | |
BBCode |
0 التعليقات: