العقيدة المدينية

    الحمد لله ، وعليه الاعتماد والتكلان ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ؛ وعلى آله وصحبه أجمعين ، أمَّا بعد :

    فهذا موجز في عقيدة أهل السنة والجماعة ، أنثره لقاصر مثلي من طلبة العلم ، يكون مفتاحاً له إلى الولوج إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ، وقد سمَّيته ( العقيدة المدينية ) ، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ويكتب القبول ويجزل الأجر ؛ إنَّه هو أكرمُ مسؤول .

فصلٌ في تعريف الإيمان

    الإيمان قول وعمل ونية ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

فصلٌ في أركانه

    أركان الإيمان ستة ؛ إيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .

فصلٌ في الإيمان بالله

    والإيمان بالله يشمل الإيمان بوجوده ، والإيمان بربوبيته ، والإيمان بألوهيته ، والإيمان بأسمائه وصفاته .

فصلٌ في الإيمان بالملائكة

    والإيمان بالملائكة يشمل الإيمان بوجودهم ، وأنَّهم مخلوقون من نور ، وأنَّهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ، وأنَّ أشرفهم جبريل أمينُ الله على وحيه .

فصلٌ في الإيمان بالرسل

    والإيمان بالرسل يشمل تصديقهم ؛ وأنَّ أولهم نوحٌ ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . وأنَّ رسالاتهم واحدةٌ ؛ وهي عبادة الله وحده دون سواه . وأنَّ أفضلهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم .

فصلٌ في الإيمان بالكتب

    والإيمان بالكتب يشمل الإيمان بأنَّ الله تبارك وتعالى أنزَلَ كتباً على رسله ليُبَلِّغوها إلى المكلَّفين من خلقه .

    فأنزَلَ التوراة على موسى ، والإنجيل على عيسى ، والقرآنَ على محمد صلى الله عليه وسلم .

    وأنزلَ صحفاً على إبراهيم ، وأنزل الزبور على داود ؛ عليهم الصلاة والسلام جميعاً .

فصلٌ في الإيمان باليوم الآخر

    والإيمان باليوم الآخر يشمل الإيمان بكل ما يقع في يوم القيامة من بعث ونشور وحشر للخلائق في صعيد واحد للفصل والقصاص .

    ونصب الموازين لوزن الحسنات والسيئات ، ونصب الصراط على متن جهنم ، والقنطرة ، والأعراف ، ودخول أهل الجنة الجنة ، ودخول أهل النار النار .

فصلٌ في الإيمان بالقدر

    والإيمان بالقدر خيره وشره يشمل بأنَّ الله قدَّر كل شيء تقديراً وكتب مقادير كلِّ شيءٍ في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الخلق . فكل ما هو كائنٌ فهو بقدر الله تبارك وتعالى .

    وأنَّ للقدر مراتب أربعة ؛ وهي :

    1. العلم

    2. الكتابة

    3. المشيئة

    4. الخلق

    علمها من علمها وجهلها من جهلها .

فصلٌ في الأسماء والصفات

    وهذا يشمل الإيمان بأنَّ لله أسماء حسنى وصفات عليا وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم . نثبت لفظها ونؤمن بمعانيها وما دلَّت عليه ، ونفوض علم كيفيتها لله تبارك وتعالى ، بلا تكييف ولا تعطيل ، ولا تشبيه ولا تمثيل .
    فالحذر من طرق المشبهة والنفاة كالجهمية والمعتزلة والكرامية والكلابية ومن ظل من فرق في الأسماء والصفات .

فصلٌ في الاستواء

    وهذا يشمل الإيمان بأنَّ الله تبارك وتعالى على العرش استوى ، وأنَّه عالٍ فوق خلقه تبارك وتعالى ، فله علو القدر وعلو القهر وعلو الذات .

فصلٌ في الكلام

    وهذا يشمل الإيمان بأنَّ الله متصفٌ بالكلام ، وأنَّه تبارك وتعالى يتكلمُ متى شاء كيف شاء بما شاء .

فصلٌ في الصحابة

    وهذا يشمل بأن نعتقد بأنَّ الصحابة كلهم عدول ، وأنَّ الله تبارك وتعالى اختارهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأنَّ أفضَلَهم أبو بكر ؛ ثمَّ عمر ، ثمَّ عثمان ، ثمَّ عليٌ ، ثمَّ بقية العشرة المبشرين بالجنة .

    وأنَّه يجبُ الترضي عليهم ، وذكرهم بمحاسنهم ، والكفُّ عمَّا شجرَ بينهم .

فصلٌ في الولاية

    وهذا يشملُ وجوب طاعة من ولاه الله أمرَ المسلمين من الحكام المسلمين ، والكفُّ عن مثالبهم ، وعدم الخروج عليهم ، وعدم التحريض عليهم ، وطاعتهم في المعروف ؛ ولو كانوا أهل فسق أو أهل ظلم .

فصلٌ في الإيمان بالجنة والنار

    والإيمان بالجنة والنار يشمل الإيمان بوجودهما ؛ وأنَّهما مخلوقتان حقيقة ، وأنَّ الجنة جعلها الله تبارك وتعالى داراً للمتقين ، وأنَّ النار جعلها داراً للكافرين .

فصلٌ في الإيمان بعذاب القبر ونعيمه

    والإيمان بعذاب القبر ونعيمه يشمل الإيمان بحياة البرزخ وما فيها من وعيد للمكذبين ، ونعيم للموحدين ، وأنَّهما ثابتان بنصوص الكتاب والسنة .

فصلٌ في تعظيم السنة وخطر البدعة

    وتعظيم السنة يشمل حبها والعمل بها ، وحبَّ صاحبها ووجوب طاعته واتباعه ، والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه . وأنَّ البدعة شؤم ، وهي وسيلة إلى هدم الدين ونقضه عروة عروة ، وأنَّه ما ظهرت بدعة إلَّا وهدم من السنة مثلها .

فصلٌ في الجهاد

    والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ، مع ولاة أمور المسلمين وأئمَّتهم ، وأنَّ ما كان منه بلا إمام وراية فهو جهاد بدعي ، كفرقة الإخوان وما انبثق عنها من فرق القاعدة والنصرة وداعش ومن سار في مناهجها ، فهذه فرقٌ خارجية بدعية لا يجوز الانتماء إليها ولا مبايعتها .

    فيُجاهَدُ الكفار من يهودٍ ونصارى ووثنيين . ويُجاهَدُ الخوارج ، وأنَّ في جهاد الخوارج خيراً كثيراً ، وأجراً كبيراً .

فصلٌ في علامات الساعة

    والإيمان في هذا يشمل الإيمان أنَّه بين يدي القيامة ستكون علامات صغرى وعلامات كبرى ، جاء ذكر أكثرها في الكتاب والسنة .

انتهى من تحريرها صباح يوم الجمعة التاسع من شهر جمادى الآخرة لعام سبعة وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام

فقير رحمة ربه ومولاه أبو حمود هادي بن قادري بن حسين محجب

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وقد كان الفراغ منها في روضة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .