قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام

 بسم الله الرحمن الرحيم

قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام

    مما قرأته على شيخي ؛ الشيخ زيد المدخلي ــ رحمه الله ــ في كتاب التجريد الصريح للإمام الزبيدي ــ رحمه الله ــ ؛ هذا الحديث ، وفيه من العبر والعلم الشيء الكثير .

    حديث ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما :

    عن أبي ابن كعب t عن النبي r قام موسى النبيُّ خطيباً في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال : أنا أعلم ؛ فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال يا رب وكيف به فقيل له احمل حوتاً في مكتل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه يوشع بن نون وحملا حوتا في مكتل حتى كانا عند الصخرة وضعا رءوسهما وناما فانسل الحوت من المكتل ]فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِي ٱلۡبَحۡرِ سَرَبًا[ وكان لموسى وفتاه عجبا ، فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه : ]ءَاتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدۡ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا[ ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به .

    فقال له فتاه : ]أَرَءَيۡتَ إِذۡ أَوَيۡنَآ إِلَى ٱلصَّخۡرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ ٱلۡحُوتَ[ قال موسى : ]ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبۡغِۚ فَٱرۡتَدَّا عَلَىٰٓ ءَاثَارِهِمَا قَصَصًا[ ، فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب - أو قال تسجى بثوبه - فسلم موسى ؛ فقال الخضر : وأنَّى بأرضك السلام ؟ فقال : أنا موسى ؛ فقال : موسى بني إسرائيل ؟ ؛ قال : نعم ، قال : ]هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدًا ٦٦ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرًا[ ، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه لا أعلمه . قال : ]سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرًا وَلَآ أَعۡصِي لَكَ أَمۡرًا[ .

    فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليس لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهما فَعُرِفَ الخضر فحملوهما بغير نَوْلٍ ، فجاء عصفورٌ فوقع على حرف السفينة فنقر نقرةً أو نقرتين في البحر ، فقال الخضر : يا موسى ؛ ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرةِ هذا العصفور في البحر . فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه ، فقال موسى : قوم حملونا بغير نَوْلٍ عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها . قال : ]أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا ٧٢ قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ[ فكانت الأولى من موسى نسياناً .

    فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده ، فقال موسى : ]أَقَتَلۡتَ نَفۡسًا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٍ[ قال : ]أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرًا[ - قال ابن عيينة : وهذا أَوْكَدُ - ]فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ[ ، قال الخضر بيده فأقامه ، فقال له موسى : ]لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا ٧٧ قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ[ . قال النبي r : (يرحم الله موسى ؛ لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما ) .

روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode