همسة صباحية - الموسم 2 - الحلقة 4 - مواقع التوصل الاجتماعي .. ما لها وما عليها . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلاً بكم مع هذه الهمسة الصباحبة .
كثيرٌ من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قد يجهلون أنَّها في الأصل سلعٌ وخدمات تقدَّمُ في مقابلٍ مادي ، يعودُ على منشئيها بالربح والكسب . وبغض النظر أكان ذلك الكسب حلالاً أم حراماً ، فليس ههنا محلُّ التحرير ولا محلُّ الحديث . وإنَّما حديثنا عن مواقع التواصل الاجتماعي ما لها وما عليها .
مواقع التواصل الاجتماعي
إنَّ المتصفِّحَ والمستعمل لأكثر مواقع التواصل الاجتماعي ؛ يَجِدُ أكثرَ مستخدميها من هذه الأمَّة ، ماذا يريدون منها ؟، وماذا قدَّموا لأمَّتِهم من خلالها ؟.
فلقد كان لكثيرٍ من هذه المواقع دورٌ كبيرٌ في إبراز كثيرٍ من التافهين على ساحاتها على أنَّهم قدواتٌ يُحتذى بها ، وأصبحوا يعرفون بالمشاهير . وحقيقة هم أصبحوا مشاهير ، لكنهم مشاهير سوء وشر . فهل هم فعلاً قدواتٌ يحتذى بهم ؟.
والجواب من خلال استطراد وسبر حال أكثرهم ؛ نجِدُ أنَّهم فعلاً أصبحوا قدوات ، ولكنهم قدواتٌ سيئة مع الأسف . فتجدُ كلَّ من تَجَرَّدَ عن أخلاقه صار أنموذجاً يحاكيه كثيرٌ من شباب الأمة . وتجدُ كلَّ من تَجَرَّدَت عن عفتها صارت أنموذجاً يحاكيها كثيرٌ من شابات الأمَّة . اغتراراً بالشهرة الجوفاء التي لا تقدِّمُ رسالة هادفة ، ولا تحملُ مضموناً نافعاً ، ولا تخدمُ قضيةً للأمة .
ومنهم من برع في فتنة الشباب والشابات في دينهم ، وتسلطوا عليهم بالالحاد والتشكيك في ثوابت دينهم . ومنهم من اقتطع أوقاتاً ثمينة في نشر الانحراف الفكري في أروقة هذه الوسائل ، وكان سبباً في ضلال كثيرٍ من أبناء وبنات الإسلام .
ومنهم من عملَ على ترويج السموم بين شباب الأمة بل وصغارها ، واتَّجَرَ بالمخدرات والمسكرات ، عبر حسابات على منصات كثيرٍ من مواقع التواصل ، لا تدري من يُديرها ، ومن يُمَوِّلُها ويُغَذِّيها .
ومنهم من يعملُ على تأجيج شباب المسلمين على حُكَّامهم وذلك عبر حسابات تُدَارُ في دُوَيْلَةٍ تخدُمُ أجنداتٍ صهيونيةً ومجوسية . جَنَّدَت لهذه المهمة ذباباً إلكترونياً عبر منصات هذه الوسائل . ومنهم من فتن المسلمين في دينهم عبر حساباتٍ مجهولة تدَّعي علاج السحر والمَسِّ والحسدِ والعين . ومع الأسف ؛ تجدُ كثيراً من الحمقى ينخدعون بهم ويصدقونهم . وبعد ذلك تجدهم يتسلطون عليهم في سرقة أموالهم تحت ذرائع شتى .
وأمَّا أطفالُ المسلمين ؛ فقد تسلطوا عليهم بالألعاب الإلكترونية ، التي تُبَثُّ لها ملايين الإعلانات الفاضحة ، التي يتلقَّاها الطفل والطفلة ؛ فتخلقُ في أذهانهم خيالاتٍ تعود عليهم بالضرر في عقيدتهم ، وفي أخلاقهم وسلوكهم .
أخيراً أيُّها المستمعون الأكارم ؛ أطفالكم أمانةٌ في أعناقكم ، وكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ، والعاقل من كَفَتهُ الإشارة ، والسعيد من اعتبرَ بغيره .
لفقير عفو ربه القدير
أبي حمود هادي محجب
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: