همسة صباحية - الموسم 2 - الحلقة 6 - جماعة النسويات . . .
الحمد
لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين. السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته ، وأهلاً بكم مع هذه الهمسة الصباحية.
أكثر المسلمين رأى وسمع خطورة الجماعات
والأحزاب المتطرفة وما أحدثت من أضرار في أوساط الشباب، وما جرَّت من مصائب على
المجتمعات المسلمة، وذلك بسبب ما زرعوه في عقول الشباب من سموم عقدية وفكرية، كانت
سبباً في إيصالهم إلى مراحل خطيرة من التكفير والخروج على الحكام، وعلى المجتمع
والأسرة.
ولقد ظهرت مؤخراً لجان ومؤسسات تدعي أنَّها
حقوقية، وتزعم أنَّها تدافع عن حقوق المعنفات والمضطهدات أُسْرِيّاً. ومع الأسف؛
لا زال مجتمعنا على عادته في الطيبة الزائدة والسذاجة اللا متناهية في تصديق مثل
هذه الأمور، التي تحاك لمجتمعنا المحافظ على قيمه الإسلامية، وتُدَبَّرُ له في
كواليس الظلام الماسوني، وأكثرُنا يغط في نومٍ عميق.
وكثيرٌ من هذه المؤسسات ومن ينتمي لها ممن
يدَّعون أنَّهم ناشطون حقوقيون؛ يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بالمنظمة الماسونية
العالمية التي تُقَدِّمُ نفسها باسم (منظمة حقوق الإنسان). وهؤلاء لهم أذرُعٌ
وفروع وأفرادٌ أشبه بطيور الظلام، يسعون جاهدين لتفكيك المجتمع الإسلامي في هذه
البلاد، عن طريق تفكيك نواته وأُسِّهِ وهي الأسرة.
وقد وجدوا ضالَّتَهم في جماعة تطلق على نفسها
(الحزب النسوي) أو (النسويات) ، فما هي هذه الجماعة ؟، وماذا تريد ؟.
جماعة النسويات
النسوية هو مصطلحٌ أطلِقَ على حركة ظهرت في
الغرب المتفكك والعديم الصلة بالله تبارك وتعالى، وخرجت ناقمة على مجتمعها وتنادي
بإلغاء الفوارق بين الرجل والمرأة والمساواة بينهما وإلغاء مسألة التفريق بالجنس
أي (النوع). ومن ثَمَّ تبنتها ودعمتها الماسونية العالمية عن طريق ذراعها (منظمة
حقوق الإنسان). ومن ثمََّ تطورت في الفكر وتوسعت في دائرة المطالبات حتى صارت
تطالب بتحرير المرأة وأنَّ لها الحق في المثلية أي الشذوذ، وهو ما يعرف في الشريعة
الإسلامية (بالسحاق)، وإلغاء مفهوم الزواج والأسرة.
والهدف من هذا واضح وصريح كما أسبقت وهو
تفكيك المجتمع من خلال نواته.
ولما توسع نشاطها، ووصلت بلاد المسلمين،
بدأنا نلحظ مظاهر فسادٍ واضح، وخروج على قيمنا الإسلامية، بجرأة لم يسبق لها مثيل.
وكان أوَّلُ ظهورٍ لها في هذه البلاد المباركة حرسها الله ؛ في السادس من نوفمبر
من عام ١٩٩٠م ، حين خرج مجموعة من النساء يطالبنَ بقيادة السيارة . ولما قوبلت
بالرفض في حينها، ظلَّت هذه الحركة كامنة حتى بدأ عهد الابتعاث وبدأ كثيرٌ من
النساء يرجعنَ من هناك بأفكارٍ أكثرُ تَحُّرراً ، وبدأ عصر الانترنت ، وعصر غُرَفِ
الدردشة ، كلُّ هذه كانت إرهاصات لتجدد خروج هذه الجماعة من جديد ، وكان وقتُ
ظهورها مرة أخرى وبقوة هو عصرُ الدمار العربي . وبدأنا نلمسُ تحريضاً للنساء على
الخروج من بيوتهن، وتعصية المرأة على زوجها، وإعانة البنات على عقوق أباءهن، تحت
ذرائع واهية وفضفاضة، ألَا وهي حجة (التعنيف الأُسْرِي). فأصبحنا نسمع عن بنتٍ
خرجت عن محيط أبيها وإخوانها وأسرتها. وزوجةٍ خُلِعَت عن زوجها وفارقت بيتها
وأطفالها. ووُضِعُوا في مراكز إيواء المعنَّفات أُسْرِيّاً. ومن ثَمَّ ما هي إلَّا
أيَّامٌ وقد هاجرت إلى كندا أو إلى أمريكا، أو إلى بريطانيا، أو إلى فرنسا. ومن
هناك يبدأ الجزء الثاني من المؤامرة، وهو إبرازها كناشطة حقوقية تدافع عن
المضطهدات والمعنفات، وتبدأ بسَبِّ المجتمع، والضرب في الثوابت الدينية
والاجتماعية والوطنية، وهكذا دواليك.
وما نماذج من يسمونهنَّ الناشطات الحقوقيات
إلَّا مجرَّدُ (......) -
واعتذر للمستمع الكريم عن مثل هذه الألفاظ -
لكنَّا يجبُ أن نسمي الأمورَ بأسمائها حتى يعيَ المجتمع حجم المؤامرة التي تحاك
على الأخلاق والقيم الإسلامية والثوابت التي رُبِّينا عليها.
والحسرة كلُّ الحسرة؛ حين يغفلُ الأب أو الأخ
أو الزوج عمَّن يعولون من نسائهم وبناتهم؛ دونما رقابة عليهنَّ وهنَّ منشغلات على
هذه الوسائل المسماة بالتواصل الاجتماعي، وقد تكونُ وسائلَ تواصل شيطاني والأب لا
يلقي بالاً ولا الزوج أو الأخ، أنَّ الخطر يكمن في كواليس مواقع التواصل الشيطاني،
فيقمنَ بتحريض النساء عبر غرف الدردشة على تقديم شكوى على أزواجهنَّ، أو على
أباءهن، أو على من يعولهن، بحجة أنَّها معنفة أُسْرِيّاً.
وإنَّ القلوب لتتفَطَّرُ أَلماً، وتكادُ
العيونُ تغرَقُ في دموعها؛ عندما يرى المرء كثيراً من النساء في مناظرَ يندى لها
جبين المسلم؛ متبرجاتٍ في المولات أو الحدائق والمتنزهات؛ أو على شواطئ البحار وهن
يعاقرنَ الدخان وأموراً أخرى قد تَجُرُّ إلى غيرها. وولاة أمورهنَّ يغطونَ في نومٍ
عميق، بضمائر أشدُّ راحة من ضمير خنزير .
وتدور في الذهن مئات الأسئلة؛ لا يجيبك عنها
إلَّا ضمير المسؤول عن كلِّ هذه المظاهر . ولعلَّ أهمَّ هذه الأسئلة سؤالان.
إلى أين سيصلُ بنا الحال ؟، وما المراد من
كلِّ هذا ؟.
لفقير عفو ربه القدير
أبي حمود هادي محجب
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: