سلسلة العقيدة والتوحيد - الجزء الثاني العقيدة وذكر أدلتها من الكتاب والسنة
إن الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضلِل فلا هاديَ له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليماً كثيرا .
⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ
وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ (١٠٢)⦖(١) ، ⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا ١⦖(٢) ، ⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا (٧١)⦖(٣) ، أمَّا بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَ الأمور محدثاتها ، وكلَّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النار .
وها نحن مع الجزء الثاني من هذه السلسلة المباركة سلسلة العقيدة والتوحيد ، والذي سيكون الكلام فيه عن أصول العقيدة الإسلامية وذكر أدلتها من الكتاب والسنة .
فعقيدة الإسلام تبنى على أصول وأركان ستة لا تصح إلَّا إذا وجدت وتحققت ، وهي :
١. الإيمان بالله .
٢. الإيمان بالملائكة .
٣. الإيمان بالكتب .
٤. الإيمان بالرسل .
٥ . الإيمان باليوم الآخر .
٦. الإيمان بالقدر .
وهذه الأركان دلَّ عليها الكتاب والسنَّة . أمَّا الكتاب فيقول الله تبارك وتعالى : ⦕۞لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ
وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ⦖(٤) ، ويقول : ⦕ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ⦖(٥) ، ويقول : ⦕إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ (٤٩)⦖(٦) .
كما أنَّ الإيمان بالله وبكتبه ورسله يستلزم الإيمان بالقضاء والقدر ؛ لأن القضاء والقدر من أفعال الله تبارك وتعالى ، ومما أخبرت به كتبه ورسله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ](٧) ، فمن جحد شيئاً من هذه الأركان ولم يؤمن به ويعتقده فهو كافر ، لأنها أصول العقيدة وأركانها ، والشيء لا يوجد إلا بوجود جميع أركانه . وهذه هي الأركان الباطنة والتي تعرف بأركان الإيمان . وأمَّا الأركان الظاهرة فهي خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجُّ البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا ، وهذه تُسَمَّى أركان الإسلام ، وتلك تُسَمَّى أركان الإيمان ، وكلاهما لابد منه .
وستأتي هذه الأركان على تفصيل معنا في هذه السلسلة إن شاء الله ، وصلى الله وسلم وبارك على محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أبو حمود هادي محجب
٢٨ / ٧ / ١٤٣٩هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) [ آل عمران : ١٠٢ ] .
(٢) [ النساء : ۱ ] .
(٣) [ الأحزاب : ٧٠ - ۷١ ] .
(٤) [ البقرة : ١٧٧ ] .
(٥) [ البقرة : ٢٨٥ ] .
(٦) [ القمر : ٤٩ ] .
(٧) أخرجه مسلم في الإيمان باب معرفة الإيمان والإسلام والقدر وعلامة الساعة ، برقم (١) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: