همسة صباحية - الموسم 2 - الحلقة 2 - الأنانية .. الداء القاتل . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم مع هذه الهمسة الصباحية.
الأنانية وحب الذات داءٌ مُدَمِّرٌ لصاحبه ، وهو مُشتَقٌّ من الأنا ، وهو الحب المُفرِطُ عن الحدِّ العرفي والشرعي للذات ، يصل بصاحبه إلى درجة النرجسية أحياناً ، وقد يصحبها الغرور في بعض الحالات أو الكبر .
ويكاد يكون من أشَدِّ الأمراض القلبية ؛ الذي يقفُ مع داء الحسد والكبر وغيرها من الأدواء ، في صَفٍّ واحدٍ من الخطورة.
وله مفاسدُ عِدَّة على مستوى الذات والأفراد والمجتمعات . فأمَّا على الصعيد الشخصي ؛ فإنَّ هذا الداء يعمل على كسر وشائج المحبة والمودة . وقد يحمل صاحبه أحياناً على عدم قبول الحق ، كون المصاب به يرى نفسه فوق الآخرين . كما أنَّ هذا الداء يُشَوِّشُ على العقل ، ويُعمي صاحبه عن رؤية أخطاءه ، بل ويحمله على عدم الاعتراف بالخطأ ، كونه يرى نفسَه بلغ الكمال أو قاربه .
ومن مفاسد هذا الداءِ على الأفراد ؛ أنَّه قد يتسبب في حرمان فردٍ من حقه ؛ لكون الأنانِيِّ يرى نفسه الأحق به .
ومن مفاسد هذا الداء على المجتمع ؛ أنَّ الأنانِيَّ قد يتسبب في تفويت مصلحة جماعية ؛ لتقديمه مصلحته الشخصية .
والأنانِيُّ في غالب أحواله ؛ شخصٌ منبوذٌ مُبعَدٌ ومُقصَى عن الأفراد والمجتمع ، لا أحدَ يرغبُ في التواصل معه مُطلقاً .
ولَمَّا كان هذا الداءُ مرضاً واضطراباً في شخصية المصاب به وفي سلوكه ، كان لزاماً عليه أن يبحَثَ عن طرُقٍ ليتخَلَّصَ من هذا الداء ويعالجَ نفسه منه بالطرق الصحيحة .
ومن أهم طرُقِ العلاج والتخلُّصِ من هذا الداء ، أن يَعرِضَ المصاب به نفسه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ويعلم أنَّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قد حرَّمَا الكبرَ والغرور والتعالي على الناس . ويَعلَمَ إيجابيات الإيثار وما يُعقِبُ من عواقبَ حميدةٍ على صاحبه ، والأجر العظيم عند الله تبارك وتعالى ، ومن ذكرٍ حسَنٍ عند الناس .
وبعد ذلك ؛ فلا ضَيرَ في أن يعرِضَ نفسه على أهل الاختصاص من الطبِّ النفسي ، حتى يَتَمَكَّنَ من التخلص من هذا الداء القاتل .
لفقير عفو ربه القدير
أبي حمود هادي محجب
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: