همسة صباحية - الموسم 2 - الحلقة 1 - التوكل على الله . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم مع هذه الهمسة الصباحية.
أمر الله عباده الصالحين بملازمة التوكل عليه ، ودوام الحاجة إليه في السراء والضراء ، وقد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ⦕وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَيِّ ٱلَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرًا ٨٥⦖(١) . ووعد من توكل عليه من عباده بكفايته ووقايته مما يخاف ويحذر ، فقال جَلَّ من قائل : ⦕وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُ⦖(٢) .
وفي مضمار الحياة الطويل ؛ واشتغال كثير من الناس بالأسباب المادية ، نجد صنفاً منهم منطلقاً نحو أغراضهم ، ويغفلون عن تحقيق هذه العبادة العظيمة .
وقد تعجبهم قدراتهم ، ويغترون بإقبال الدنيا عليهم ، وينسون التوكل على الله حقَّ التوكل . فقد تلهجُ الألسن وتغفل القلوب .
ونجد صنفاً آخر لم يتحقق لهم من أسباب الحياة ما يُحقق لهم العيش الكريم ، ونالهم من ضيق العيش ما نالهم ، وتوالت عليهم المصائب ، وتكالبت عليهم الشدائد ، فلم يدفعهم ذلك للتوكل على الله تبارك وتعالى ، بل راحوا يبحثون عن العون من غير الخالق تبارك وتعالى . ونسوا الرجوع إلى من بيده ملكوت السماوات والأرض ، وبيده النفع والضر ، والخير والشر ، فوَكَلَهُم إلى من لجؤوا إليهم في الضراء ، فلم يَزِدهُم إلَّا ذُلًّا وهوانا .
ونجد صنفاً منهم ظنوا أنَّ التوكل يتنافى مع العمل وبذل الأسباب ، فتركوا التسبب لكسب المعاش وقعدوا عن العمل وبذل القوة المادية ، ظنّاً منهم أنَّ ذلك يتنافى مع حقيقة التوكل .
والواجب على المسلم أن يرجع في معرفة حقيقة التوكل إلى ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو الذي يتلقى الوحي من ربه ، وهو أعلم الخلق بمراد الله تبارك وتعالى .
وعلى هذا ؛ لا شَكَّ أنَّ مقام التوكل مقام رفيعٌ في الإيمان بالله تبارك وتعالى ، والقرب منه ، وصدق اللجوء إليه ، والثقة به ، وأنَّه يُعَدُّ من أعظم أسباب النصر على الأعداء . والسلامة من كيدهم ، والنجاة من حبائل المتربصين .
لفقير عفو ربه القدير
أبي حمود هادي محجب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) [الفرقان:٥٨].
(٢) [الطلاق:٣].
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: