لا يزكي العبد إلَّا منهجه . . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
اعلموا أيها الإخوة أنَّ تزكية أهل العلم لأحد ما؛ ليست معياراً أو مقياساً على صلاحه أو صلاح منهجه، بل الله يزكي من يشاء، فاستقامة العبد على السنة وصلاح منهجه ونشره للعلم ونشره للسنة والدفاع عنها هو من يزكيه؛ وأنَّه لا يزكي العبد إلَّا منهجه.
وإنَّما يزكيه أهل العلم وفق ما ظهر منه من صلاح.
واعلموا أنَّ هذه التزكية ليست عصمة له من الخطأ ولا من الإنحراف وفساد المنهج. وعصرنا هذا خير شاهد على هذا.
فكم من طلبة علم كنا نسمع عن تزكية العلماء لهم وتصديرهم لهم في المجالس لأنَّهم كانوا يحسنون بهم الظن، وما هي إلا سنوات وتخطفتهم الدنيا وتخطفتهم الشبه، وغرتهم المناصب، واجتالتهم شياطين الإنس، فأصبحوا أهل بدع وتحزبات، بعد أن كانوا رؤوساً في السنة بين طلبة العلم.
فالحاصل أيها الإخوة بارك الله فيكم أنه ينبغي على المسلم أن يحرص هو على تزكية نفسه بتوحيد ربه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وألَّا يحرص إلا على ما ينفعه في دينه ودنياه وآخرته.
فإن زكاك الخلق بعد ذلك فهي تحصيل حاصل بالنسبة إلى تزكية الله لك.
فاحرص على العلم والعمل والدعوة والصبر، فإنَّ هذه الأربع هي عنوان الفلاح وسماته في الدنيا والآخرة، واستعن بالله وتوكل عليه، واسأل الله الثبات على الحق حتى يأتيك منه اليقين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه راجي عفو ربه
أبو حمود هادي محجب
الخميس ٢٤ / ٩ / ١٤٤٢هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |
















0 التعليقات: