مكتبة أبي حمود العلمية

ردع العصابة السابَّة للصحابة . . .


 بسم الله الرحمن الرحيم

    إنَّ الحمد لله ؛ نحمده ونستعينه ونستفر، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.

 ⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٢٠١(١)، يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٍ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءًۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا ١(۲)، يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلًا سَدِيدًا ٠٧ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥفَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ١٧(٣)، أمَّا بعد:

    فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

    فإنَّ من أجرمِ وأفسق طوائف الفسق والكفر طائفة الرافضة، السابَّة والمكفرة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ورضي الله عنهم أجمعين.

    كيف لا؛ وقد سُئِلَ اليهود من أفضلُ الأمة بعد موسى؟، فقالوا: أصحابه. وسُئِلَ النصارى؛ من أفضل الأمة بعد عيسى؟؛ فقالوا: أصحابه. وسُئِلَ الرافضة؛ من شرارُ الأمة؟، فقالوا أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

    فلو كان الرافضة طيراً لكانوا رُخَماً، ولو كانوا بهائمَ لكانوا حُمُراً. ضربوا الإسلام بضرب نقلة الإسلام إلى الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكيف لا يكون هذا حالهم؛ وهم أشدُّ إجراماً وكفراً من اليهود والنصارى.

    ولو وفَّقَ الله قادة الأمة إلى الالتفات إليهم أولاً وتصفية الصَّفِ الداخلي للأمة؛ لبدؤوا بالرافضة وثنوا بالإخوان المجرمين، فأدبوهم وأقاموهم على الحق.

    فالرافضي يهدم الدين بسبِّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. والإخواني يصحِّحُ له ويبرر له. وبعد ذلك تراه يدعو للتقريب بين السنة والرافضة. فأيُّ دينٍ يبقى لمن يصحح دين الرافضة ويدعو للتقارب معهم وهم يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرمون أمَّ المؤمنين بما برأها الله منه.

    فجميعهم وجهان لعملة واحدة في هدم الإسلام وضرب ثوابته. ولا يخفى على ذي حِجْرٍ من المسلمين ما تشهده الساحة الإسلامية في هذا العصر. فالإخوان وما انبثق عنهم من جماعات إرهابية وتكفيرية من قطبية، وعزامية، وقاعدة لادنية، وسرورية، ونصرة، وتكفيرٍ وهجرة، وحزب التحرير، وداعشية، وبوكو حرام، وغيرهم، كلُّ هؤلاء خرجوا من رحم جماعة الإخوان؛ وتولى تربيتهم ورعايتهم الرافضة المجوسية، أصحاب العمائم المارقة. ولا يدافع عن هؤلاء ويستضيفهم إلَّا العلمانيون المجرمون من أصحاب خليفة الدعارة أوردقان.

    وأمثال هؤلاء المجرمين؛ إذا وجدوا من الحاكم المسلم غلظة عليهم وشدة أظهروا التقية وخافوا وارتدعوا. ففي سنة إحدى وأربعين ومائتين أمر الخليفة المتوكل بضرب رجلٍ من أعيان بغداد يُقال له عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، فضُرِبَ ضرباً شديداً مبَرِّحاً، يُقال إنَّه ضُرِبَ ألف سوطٍ حتى مات. وذلك أنَّه شهِدَ عليه سبعة عشرَ رجُلاً عند قاضي الشرقية أبي حسان الزيادي، أنَّه يشتم أبا بكرٍ وعمرَ وعائشة وحفصة رضي الله عنهم. فرُفِعَ أمره إلى الخليفة، فجاءَ كتابُ الخليفة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين نائبِ بغداد، يأمره أن يضرِبَه بين الناس حدَّ السَّبِّ، ثمَّ يُضرَبَ بالسياط حتى يموت ويُلقى في دجلة ولا يُصَلَّى عليه، ليرتدِع بذلك أهلُ الإلحاد والمعاندة، ففعلَ معه ذلك، قَبَّحَه الله ولعنه(٤).

    وهكذا كلُّ مجرمٍ في الدين؛ وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لو تعامل معه ولاة الأمر على هذا النحو لأمن المسلمون على دينهم، ولم يظهر عليهم المجرمون من حينٍ لآخر بالتشكيك في دينهم، أو في رسولهم صلى الله عليه وسلم، أو في أصحابه رضي الله عنهم.

    وقد قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: [إذا رأيتَ الرجلَ يَتَنَقَّصُ أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم فاعلم أنَّه زنديق، وذلك أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنَّما أدى إلينا هذا القرآنَ والسنَنَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتابَ والسنَّةَ، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة](٥).

    ولذلك فإنَّ من نسب الروافض إلى الإسلام؛ أو صحَّحَ دينهم؛ أو دافع عنهم؛ أو تعذَّرَ لهم؛ أو برَّرَ لهم؛ فاتهمه على الإسلام، وارمه معهم بالزندقة، ولا كرامة له؛ كائناً من كان.

    فإنَّ حبَّ الصحابة رضي الله عنهم؛ من حبِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: [لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه](٦)، وقال صلى الله عليه وسلم: [لا يُحِبُّ الأنصار إلَّا مؤمن، ولا يُبغِضُهم إلا منافق](٧)، ومن حب الله تبارك وتعالى؛ القائل في محكم التنزيل: ۞لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا ٨١(٨)، وقال تعالى: وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٍ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٠٠١(٩).

    ولو اجتمع الروافض برمتهم وبمُعَمَّمِيهم ما بلغوا طهارة نعل أحد الصحابة ولا شسعه. قاتلهم الله ومَكَّنَ منهم.

    ومن الأحاديث والآيات ما لو ذهبنا لتقصيه في فضل الصحابة وشرفهم ورفعة مكانتهم عند الله؛ وعند رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لاحتجنا إلى أزمنة مديدة لإيفائهم حقهم. فقاتل الله أعداءهم ومن تجرأ عليهم.

    وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغرِّ الميامين المنتجبين.


كتبه راجي عفو ربه القدير

أبو حمود هادي محجب

١١ / ١٠ / ١٤٤٢هـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) [آل عمران:١٠٢].

(٢) [النساء:١].

(٣) [الأحزاب:٧٠-٧١].

(٤) انظر البداية والنهاية لابن كثير (١٠ / ٧٧٣) ط دار المعرفة.

(٥) انظر تهذيب الكمال للحافظ المِزِّي (١٩ / ٩٦) ط الرسالة، وانظر فتح المغيث (٣ / ١٠١).

(٦) متفقٌ عليه.

(٧) متفقٌ عليه.

(٨) [الفتح:١٨].

(٩) [التوبة:١٠٠].


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

0 التعليقات:

المقالات

   البلاغة العربية نشأتها وصلتها بعلوم الشريعة والعربية    همسة في صماخ الأستاذ علي حملي    إشباع النهم ببيان أقسام تعلق الكلم    الشيخ محمد أيوب رحمه الله سيرة وعطاء    التوحيد هو أعظم الأمور وأهمها    البيان والارتجال في الخطابة والوعظ والمقال    العلم الشرعي وأثره في حياة سلفنا الصالح    الأخوة الإيمانية عند حسام العدني    دولة فاحش والحرب على الإسلام بالوكالة وتفجيرات باريس


Flag Counter

التصفح المباشر

مواقع سلفية

   مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية