إشكالات نحوية: ما معنى لا محل له من الإعراب ؟! . . .
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادِيَ له. وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢⦖(١)، ⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا ١⦖(٢)، ⦕يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١⦖(٣)، أمَّا بعد:
فإن كثيراً من طلبة العلم المبتدئين؛ يُشكلُ عليهم في مطلع مشوارهم العلمي مع علم النحو قولُ كثيرٍ من أهل العلم (لا محلَ له من الإعراب) أو (لا محلَ لها من الإعراب). حينما يجدون بعض المفردات أو الجمل تُعربُ ثُمَّ يردفونها بقولهم (لا محلَ لها من الإعراب).
والحقيقة التي يجب على طالب العلم المبتدئ أن يرسخها في مخيلته أنَّ هناك فرقٌ بين الإعراب وقول أهل العلم (لا محلَ له من الإعراب).
وليزول هذا الإشكال يجب على طالب العلم أن يرسخ في ذهنه أيضاً فيما يخص الإعراب أنَّ له أربع حالات:
١. الرفع
٢. النصب
٣. الجر
٤. الجزم
فعندما يقول أهل العلم: (لا محلَّ له من الإعراب) أو (لا محلَّ لها من الإعراب) فمعنى هذا أنَّ هذا اللفظ أو هذه الجملة ليست بمرفوعة ولا بمنصوبة ولا بمجرورة ولا بمجزومة.
وأنَّ لبعض هذه الحالات الإعرابية خصوصية مع بعض أنواع الكلام دون بعض. فالجرُّ مثلاً خاصٌّ بالأسماء دون الأفعال والحروف، والجزم خاصٌّ بالأفعال دون الأسماء والحروف وأمَّا الرفع والنصب فإنَّهما يكونان في الأسماء وفي الأفعال. وأمَّا الحرف فإنَّه ما لا يقبل علامة الاسم ولا علامة الفعل.
إذن؛ فكيف يقولون ما إعراب هذه الكلمة ثمَّ يُردفونها بقولهم (لا محل لها من الإعراب)؟!.
نعطي مثالاً على هذا السؤال كي يتضح معنا السؤال. فنقول مثلاً: كلمة (صه) ما يعربونها (اسم فعل أمرٍ بمعنى اسكت مبنيٌّ على السكون لا محل له من الإعراب).
فيتضح من خلال هذا المثال أنَّ إعرابها هو قولهم: (اسم فعل أمرٍ مبني على السكون)، وأنَّ قولهم: (لا محل له من الإعراب) أي ليس مرفوعاً ولا منصوباً ولا مجروراً ولا مجزوماً.
كذلك الحروف كلها لا محل لها من الإعراب. وعلى هذا فقس.
وما لا محل له من الإعراب أربعة؛ وهي:
١. الحروف كلها.
٢. المبنيات من الأفعال (الماضي، والأمر)، وما ألحق بالفعل من أسماء الأفعال.
٣. الجمل التي لا تقع موقع الاسم.
وأمَّا الجمل التي لا تقع موقع الاسم فعلى سبعة أضرب، لعلنا نفرد لها مجالاً آخر في الكلام. نكتفي بهذا القدر.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد؛ وعلى آله وصحبه أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) [آل عمران:١٠٢].
(٢) [النساء:١].
(٣) [الأحزاب:٧٠-٧١].
كتبه فقير عفو ربه
أبو حمود هادي محجب
الجمعة ٢٢ / جمادى الأولى / ١٤٤٤هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |















0 التعليقات: