شرح المقدمة الآجرومية .. الدرس السادس عشر
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
الإخوة الكرام متابعونا في شرح متن المقدمة الآجرومية ، نعادو معكم استئناف شرح المتن ، وكنا قد توقفنا في ما مضى معنا من دروس وقد بلغت خمسة عشر درساً كاملة أتينا فيها إلى باب علامات الإعراب . وها نحن مع دورة الجديدة لهذا العام ضمن سلسلة شرح المتن والدرس السادس عشر مع [ باب الأفعال ] . فنسأل الله التوفيق والسداد .
الدرس السادس عشر
[ باب الأفعال ]
قوله رحمه الله : [ بابُ الأفعالِ ] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره ( هذا ) ، أي ( هذا باب الأفعال ) ، فالهاء للتنبيه ، و ( ذا ) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . و ( باب ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضاف . و ( الأفعال ) مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره .
قوله رحمه الله [ الأفعالُ ثلاثةٌ ] : ( الأفعالُ ) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . و ( ثلاثةٌ ) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
وقد تقدم معنا في مطلع الكلام على هذا المتن أنَّ الأفعال ثلاثة وهذا محل إجماع بين النحويين ، ولا عبرة بقول المخالف في هذا ، لأنَّ هذا قد استقر عند النحويين بالتتبع والاستقراء .
قوله : [ ماضٍ ] : بدل عن ( ثلاثة ) وبدل المرفوع مرفوع مثله مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين لأنَّ أصلها ( ماضي ) بياء محركة بالتنوين فاستثقل التنوين على الياء فحذفت .
والماضي كلمة دلت على حدثٍ وقع قبل زمن التكلم وانقطع .
قوله رحمه الله [ ومضارع ] : الواو حرف عطف ، و ( مضارعٌ ) معطوف على البدل مرفوع مثله .
والمضارع كلمة دلت على حدثٍ وقع وقت التكلم أو يصلح للحال والاستقبال .
قوله رحمه الله [ وأمر ] : الواو حرف عطف ، و ( أمرٌ ) معطوفٌ ثانٍ على البدل ( ماضٍ ) مرفوع مثله .
والأمر كلمة دلَّت على حدثٍ في المستقبل .
قوله رحمه الله [ نحوَ ] : يصح فيه الرفع ( نحوُ ) على اعتباره خبراً لمبتدأ محذوفٍ تقديره ( وذلك ) أي : ( وذلك نحوُ ) فالواو للاستئناف , ( ذلك ) ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ , واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب , و ( نحوُ ) خبرٌ للمبتدأ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره .
ويصح النصب على اعتباره مفعولاً لفعل محذوفٍ تقديره ( أعني ) أي : ( أعني نحوَ ) : فيكون ( أعني ) فعلاً مضارعاً مرفوعاً وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره ( أنا ) ، و ( نحوَ ) مفعولٌ به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف .
قوله رحمه الله [ ضربَ ، ويضربُ ، واضربْ ] : ( ضربَ ) مضافٌ إليه مبني على الفتح في محل جرٍّ ، والواو حرف عطف ، و ( يضربُ ) معطوف على ( ضربَ ) مبنيٌ على الضم في محل جرٍّ ، والواو حرف عطف ، و ( اضربْ ) معطوفٌ على ( ضربَ ) مبنيٌ على السكون في محل جرٍّ .
وقد مثل الماتن - رحمه الله - للأفعال الثلاثة بقوله : ( ضرَبَ ) للماضي ، و ( يضربُ ) للمضارع ، و ( اضرب ) للأمر .
وقد يستغرب البعض في إعراب هذه الأفعال كإعراب الأسماء بالجر محلاً ؛ ومحلها البناء للماضي والأمر ، أو الرفع للمضارع ، فهي ممنوعة من الجر .
والجواب على هذا أنَّ إعرابها هنا لكونها أسماء على اعتبار لفظها الذي اقتضاه سياق المتن ؛ فلذا دخلها الجرُّ محلاً .
قوله رحمه الله [ فالماضي : مفتوحُ الآخرِ أبداً ] : الفاء هي الفصيحة ، و ( الماضي ) مبتدأ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، و ( مفتوحُ ) خبرٌ مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، وهو مضافٌ ، و ( الآخرِ ) مضافٌ إليه مجرورٌ بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره ، و ( أبداً ) ظرف زمان منصوبٌ على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
فالماتن رحمه الله أصاب اللفظ الصحيح في وصف حالة الفعل الماضي وهو كونه مفتوحاً أبداً ، ولم يقل منصوباً ؛ لأنَّ النصب إعراب ، والفعل الماضي ليس بمعربٍ وإنَّما هو لازمٌ لحالة البناء على الفتح .
قوله رحمه الله [ والأمرُ : مجزومٌ أبداً ] : الواو حرف عطف ، و ( الأمرُ ) مبتدأ ثانٍ معطوف على المبتدأ ( الماضي ) مرفوعٌ مثله وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، و ( مجزومٌ ) خبر ( الأمر ) مرفوعٌ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، و ( أبداً ) ، ظرف زمانٍ منصوبٌ على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
فكما صوبنا الماتن - رحمه الله - عند اختياره الوصف الدقيق لحالة الماضي ؛ نخطؤه هنا على اختاره للفظ في وصف حالة الفعل الأمر وهو قوله ( مجزوماً ) ، وهذا غير صحيح ، لأنَّ الجزم إعراب ، والفعل ليس معرباً وإنَّما هو مبنيٌ ، والصواب أن يقول : [ والأمر : مبنيٌّ على السكون أبداً ] .
ولا يفوتنا أن ننبه على أنَّ للفعل الماضي علامات تختص به ، وللفعل الأمر علامات تختص به ، كنا قد بيناها في مطلع شرحنا على هذا المتن ولله الحمد .
نكتفي بهذا القدر في هذا الدرس . وفي الدرس القادم إن شاء الله تبارك وتعالى ؛ سنتكلم على الفعل المضارع ونواصبه وجوازمه بتفصيل موضح .
هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه أخوكم
أبو حمود هادي بن قادري بن حسين محجب
| روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق | |
| URL | |
| HTML | |
| BBCode | |














0 التعليقات: