مكتبة أبي حمود العلمية

شرح كتاب الطهارة من عمدة الأحكام .. الحديث الثامن والتاسع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
    فها نحن مع الدرس السابع من شرح عمدة الأحكام ؛ وهو حديث حمران مولى عثمان بن عفان الثامن ، وحديث عمرو بن يحيى المازني التاسع ، فأقول مستعيناً بالله :
الحديث الثامن

    [8] عَن حُمْرَانَ مَوْلَىٰ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّهُ رَأَىٰ عُثْمَانَ رضي الله عنه دَعَا بِوَضُوءٍ ، فَأَفْرَغَ عَلَىٰ يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ، فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي ﭐلْوَضُوءِ ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ وَﭐسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، وَيَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ كِلْتَا رِجْلَيْهِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ ﭐلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ، وَقَالَ : « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ صَلَّى ٰ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ ، غَفَرَ ﭐلله ُلَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
    تَخريج الحديث :
    هذا الحديث أخرجه البخاري في الوضوء باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً برقم ( 159 ) ، فقال :
    حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسِي ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، أنَّ عطاء بن يزيدَ أخبره أنَّ حُمْرانَ مولى عثمانَ ؛ أخبره أنَّه رَأَىٰ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأفْرَغَ عَلَىٰ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، وَيَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مِرَارٍ ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ إِلَىٰ ﭐلْكَعْبَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ ﭐللهِ صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ صَلَّىٰ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً وفي الباب ذاته برقم ( 160 ) ، فقال :
    وعن إبراهيم قال : قال صالِح بن كَيْسَانَ ، قال ابن شهاب ، ولكنَّ عروة يُحدِّثُ عن حُمْرَانَ : فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانَ قَالَ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً لَوْلاَ آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ ، سَمِعْتُ ﭐلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « لاَ يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّي ﭐلصَّلاَةَ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ﭐلصَّلاَةِ حَتَّىٰ يُصَلِّيهَا » .
    قَالَ عُرْوَةُ : ﭐلآيَةُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ }(1) .
    كما أخرجه أيضاً في الوضوء باب المضمضة في الوضوء ، برقم ( 164 ) ، فقال :
    حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شُعَيْبٌ ، عن الزهري ، قال : أخبرني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ ، عَن حُمْرَانَ مَوْلَىٰ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّهُ رَأَىٰ عُثْمَانَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَىٰ يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي ﭐلْوَضُوءِ ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ وَﭐسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، وَيَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلاَثاً ، ثُمَّ قَالَ : « رَأَيْتُ ﭐلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا وَقَالَ : « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ صَلَّىٰ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ ﭐللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
    كما أخرجه أيضاً في الصوم باب سواك الرطب واليابس للصائم برقم ( 1934 ) ، فقال :
    حدثنا عَبْدَانُ ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا مَعْمَرٌ ، قال : حدثني الزهري ، عن عطاءِ بن يزيدَ ، عن حُمْرَانَ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ فَأَفْرَغَ عَلَىٰ يَدَيْهِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ ﭐلْيُمْنَىٰ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ ﭐلْيُسْرَىٰ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ ﭐلْيُمْنَىٰ ثَلاَثاً ، ثُمَّ ﭐلْيُسْرَىٰ ثَلاَثاً ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ ﭐلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ، ثُمَّ قَالَ : « مَنْ تَوَضَّأ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِمَا بِشَيْءٍ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
    ومناسبة هذا الحديث للباب هو أنَّ السواك سنَّةٌ مُستحبَّة بعد الوضوء للصائم وغير الصائم .
   كما أخرجه في الرقاق باب قول الله تعالى : يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ٥ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ٦ }(2) ، برقم ( 6433 ) ، فقال :
    حدثنا سعد بن حفص ، حدثنا شيبان ، عن يَحيَى ، عن مُحمد بن إبراهيم القرشي ، قال : أخبرني معاذ بن عبد الرحْمن ، أنَّ ابن أبان أخبره قال : أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِطَهُورٍ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَىٰ ﭐلْمَقَاعِدِ ، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ ﭐلْوُضُوءَ ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ ﭐلنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ وَهُوَ فِي هَـٰذَا ﭐلْمَجْلِسِ فَأَحْسَنَ ﭐلْوُضُوءَ ، ثُمَّ قَالَ : « مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ هَـٰذَا ﭐلْوُضُوءِ ثُمَّ أَتَىٰ ﭐلْمَسْجِدَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ - غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » . قَالَ : وَقَالَ ﭐلنَبِيُّ صلى الله عليه وسلم : « لاَ تَغْتَرُّوا » .
    كذلك أخرجه مسلم في الطهارة باب صفة الوضوء وكماله ( 1 / 141 ) ، فقال :
    حدثني أبو الطاهر أحْمدُ بنُ عمرِو بنِ عبدِ الله بنِ عمرِو بنِ سَرْحٍ وَحرمَلَةُ بنُ يَحيَى التُّجيبيُّ قالا : أخبرنا ابنُ وَهْبٍ ، عن يونُسَ ، عن ابنِ شهابٍ ، أَنَّ عَطَاءَ بنَ يَزيدَ الليْثي أخبره ، أنَّ حُمْرَانَ مولى عثمانَ أخبره ، أنَّ عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه دَعَا بَوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَضْمَضَ وَﭐسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ ﭐلْيُمْنَىٰ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ ﭐلْيُسْرَىٰ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ ﭐلْيُمْنَىٰ إِلَىٰ ﭐلْكَعْبَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ غَسَلَ ﭐلْيُسْرَىٰ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ ﭐللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهَ غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهُ » .
    كما أخرجه في الباب ذاته فقال :
    حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ﭐبْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ﭐلْلَيْثِي ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَىٰ عُثْمَانَ ، أَنَّهُ رَأَىٰ عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَىٰ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهَا ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَيَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا ثُمَّ صَلَّىٰ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » .
    كما أخرجه في الطهارة باب فضل الوضوء والصلاة عقبه ( 1 / 141 ) ، فقال :
    حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ﭐلْحَنْظَلِي ، وَﭐلْلَفْظُ لِقُتَيْبَةُ ، قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا ، وَقَالَ الآخَرَانِ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَىٰ عُثْمَانَ ، قَالَ سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ بِفِنَاءِ ﭐلْمَسْجِدِ فَجَاءَهُ ﭐلْمُؤَذِّنُ عِنْدَ ﭐلْعَصْرِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ : وَﭐللَّهِ لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثاً لَوْلاَ آيَةٌ فِي كِتَابِ ﭐللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ ﭐللَّهِ  يَقُولُ : « لاَ يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَيُحْسِنُ ﭐلْوُضُوءَ فَيُصَلِّي صَلاَةً ، إِلاَّ غَفَرَ ﭐللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ﭐلصَّلاَةِ ﭐلَّتِي تَلِيهَا » .
    كما أخرجه أبو داود في الطهارة باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم بِرَقَمِ ( 106 ) ، فَقَالَ :
    حَدَّثَنَا ﭐلْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ﭐلْحُلْوَانِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ ﭐلرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ﭐلزُّهْرِي ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ﭐلْلَيْثِي ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ مَوْلَىٰ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ : « رَأَيْتُ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ ، فَأَفْرَغَ بِيَدِهِ ﭐلْيُمْنَىٰ عَلَىٰ ﭐلْيُسْرَىٰ ، ثُمَّ غَسَلَهُمَا إِلَىٰ ﭐلْكُوعَيْنِ ، قَالَ : ثُمَّ مَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ ثَلاَثاً ، وَذَكَرَ ﭐلْوُضُوءَ ثَلاَثاً ، قَالَ : وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ، وَقَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مِثْلَ مَا رَأَيْتُمُونِي تَوَضَّأْتُ » .
    قَالَ أَبُو دَاوُدَ : ثُمَّ سَاقَ نَحْوَ حَدِيثِ ﭐلزُّهْرِيِّ وَأَتَمَّ .
    كما أخرجه النسائي في الطهارة باب المضمضة والاستنشاق ، وباب بأيِّ اليدين يتمضمض .
    كما أخرجه الدارمي في الصلاة باب الوضوء ثلاثاً .
    راوي الحديث :
    هو حُمران بن أبان مولى عثمان ، كان من النمر بن قاسط ، سُبِيَ بعين التمر فابتاعه عثمان من المسيَّب بن نُجبة فأعتقه . أدرك أبا بكر وعمر وروى عن عثمان ومعاوية ، واختلف في صحبته ، وهو تابعي جليل .
    وعثمان بن عفان ؛ هو ابن أبي العاص ابن أمية بن عبد شَمس الأموي الزهري ؛ أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين ، وهو الملقب بذي النورين أحد السابقين الأولين وأحد العشرة المبشرين بالجنة ، فضائله كثيرة ، تولى الخلافة بعد عمر ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة .
    قتل على يد الفئة الباغية عليها من الله ما تستحقُّ في داره بالمدينة سنة خَمس وثلاثين وعمره ثَمانين سنة .
    موضوع الحديث :
    صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم .
    المفردات :
    قوله « فَدَعَا بِوَضُوءٍ » : الفرق بين الوَضُوءِ بالفتح والوُضُوءِ بالضم ؛ أنَّ الوَضُوءَ بالفتح هو الماء الذي يُتَوَضَّاُ به ، والوُضُوءَ بالضمِّ هو فعل الوضوء .
    وقوله « دَعَا بِوَضُوءٍ » : أي أمر بتهيئته .
    قوله « فَأَفْرَغَ » : أي فأكفأ .
    قوله « عَلَىٰ يَدَيْهِ » : أي على كفَّيْهِ .
    قوله « ثَلاَثاً » : أي ثلاث مرات .
    قوله « ﭐلْمِرْفَقَيْنِ » : تثنية مِرْفَقٍ ؛ وهو بكسر الميم وفتح الفاء ، وقيل « ﭐلْمَرْفِقَيْنِ » أي العكس ؛ بفتح الميم وكسر الفاء ، وهو المفصل الذي بين الذراع والعضد .
    قوله « ﭐلْكَعْبَيْنِ » : هما العظمان الناتئان في المفصل الذي بين القدم والساق .
    قوله « يَتَوَضَّأُ نَحْوَ وُضُوئِي هَـٰذَا » : أي مثل وضوئي هذا .
    قوله « لاَ يُحَدُّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ » : أي لا يوسوسُ فيهما .
    قوله « مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » : أي ما مضى .
    المعنى الإجْمالي :
    صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرف الأمة بسنته صلى الله عليه وسلم ، فمنذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاة آخر صحابي وهو أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي - رضي الله عنهم أجْمعين - على القول الصحيح عند المحدثين - ، حَملوا للأمة تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الرشيدة وتوجيهاته الحكيمة السديدة ؛ النافعة المفيدة .
    وعثمان بن عفان رضي الله عنه دليلٌ ومثلٌ ساطعٌ على هذا القول ، فها هو رضي الله عنه وأرضاه ينقل لنا كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ، وإخباره لَهم بعد الوضوء أنَّ كلَّ من توضأ على هذه الكيفية وصلى ركعتين لا يوسوس فيهما بِحديث من أمر الدنيا فإنَّ الله تبارك وتعالى يغفر له ما تقدَّمَ من ذنبه .
    فقه الحديث :
    أولاً : يؤخذ من هذا الحديث جواز تعليم الناس بالفعل والمثال الحي . لكنَّ هذا الأمر لا يكون حجة لِمن توسعوا فيه ، كالذين أباحوا التعليم بالتمثيل وهو الكذب الصريح ، أو الذين أباحوا التعليم بالصور والفيديو والأفلام الكرتونية والأناشيد الصوفية المنسوبة للإسلام زوراً وبهتاناً فيما زعموا .
    ويَجوز استخدام الوسائل الحديثة التي تساعد على نشر العلم كطباعة الكتب أو استخدام مسجلات الصوت في نشر العلم النافع أو الوسائل الحديثة كالتلفون والجوال والإنترنت فيما يُبَلِّغُ هذا العلم النافع والشرع الحنيف إلى المسلمين في كلِّ بقعة.
    ثانياً : مشروعية غسل الكفين خارج الإناء قبل الشروع في الوضوء ، وهي سنَّةٌ مستحبَّةٌ بالإجْماع .
    ثالثاً : سُنِّيَّة التيامن في كلِّ شيء خاصة عند الغرف من الإناء لأنَّها أطهر ، ولا يُباشر بِها العبد إلاَّ الطاهرات .
    رابعاً : مشروعية التثليث في غسل الأعضاء ، وهي من السنن التي فعلها النبي  صلى الله عليه وسلم ، وقد قال به الشافعي في الممسوح أيضاً وهو الرأس وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تبارك وتعالى .
    ولا تَجوز الزيادة على الثالثة في المغسول لِنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، وأمَّا الواجب فهو واحدة بالإجْماع .
    خامساً : مضى معنا تعريف الاستنشاق وحكمه . أمَّا تعريف المضمضة فهو جَعْلُ الماء في الفم مع تَحريكه داخل الفم يَميناً ويساراً وهو شرط عند جَماعة من أهل العلم .
    وأمَّا حكمها ؛ فالجمهور على سُنِّيَّتها ، وقال أبو حنيفة بوجوبِها في الغُسلِ ، والصحيح هو وجوبُها في الغسل والوضوء معاً .
    سادساً : اختلف في كيفيتها - أي المضمضة - على أقوال ، أحسنها أن يُمضمضَ ويستنشقَ ثلاثاً بثلاث غرفات ؛ كما في حديث عبد الله بن زيد ، أمَّا حديث الفصل فهو ضعيف لأنَّه من رواية ليث بن أبي سُليم وهو ضعيف .
    سابعاً : وجوب غسل الوجه في الوضوء لصراحة الآية بذلك بِما يُوافقُ فعل عثمان رضي الله عنه الموافقُ لفعلِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون الواجب فيه مرة وهو مَحلُّ إجْماعٍ عند أهل العلم ، وأمَّا ما زاد فهو سنَّةٌ لِمَا ثبت من ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة ومرتين .
    ثامناً : اتفق أهل العلم على وجوب غسل المرفقين مع اليدين ، ولَم يُخالف فيه إلاَّ زَفرٌ وأبو بكر بن داود الظاهري .
    فالذين قالوا بالوجوب جعلوا { إِلَىٰ } في الآية بِمعنى ( مع ) ؛ أي أنَّها تفيد معنى المصاحبة ، والذين لَم يقولوا بالوجوب جعلوها لانتهاء الغاية .
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : الذين قالوا بالوجوب أصابوا ؛ ولكنهم أخطؤوا في جعل { إِلَىٰ } بِمعنى ( مع ) وهذا لا يستقيم .
    والذين خالفوا أي لَم يقولوا بالوجوب أخطؤوا أيضاً ، لأنَّ ما جُعِلَ نِهاية للغاية داخلٌ ضمنها . وإلاَّ كيف سيقولون في قوله تبارك وتعالى : سُبۡحَٰنَ لَّذِي أَسۡرَى بِعَبۡدِهِ لَيۡلاً مِّنَ لۡمَسۡجِدِ لۡحَرَامِ إِلَى لۡمَسۡجِدِ لأَقۡصَى }(3) . مع العلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالأنبياء والرسل جَميعاً في بيت المقدس في المسجد الأقصى ثُمَّ عُرِجَ به إلى السماء ، فهل يستقيم أن يكون معنى { إِلَىٰ } هنا هو ( مع ) ؟ . وهل يستقيم أن تكون غاية إسراءه صلى الله عليه وسلم دون المسجد الأقصى هنا ؟!! ، بالتأكيد لا . ومن هنا يتَّضِحُ خطأ القولين .
    تاسعاً : وجوب مسح الرأس كما وضَحَ كيفيته في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة واحدة على الصحيح ، ولَم يقل بوجوب التثليث فيه إلاَّ الشافعي وعطاء . وقال ابن حجرٍ رحِمه الله : « وبالغ أبو عبيدة فقال : لا نعلم أحداً من السلف استحب تثليث مسح الرأس إلا إبراهيم التيمي ، وفيما قال نظر ، فقد نقله ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أنس وعطاء وغيرهِما ، وقد روى أبو داود من وجهين صحح أَحَدَهُما ابنُ خزيْمة وغيره في حديث عثمان بتثليث مسح الرأس ، والزيادة من الثقة مقبولة » ا.هـ
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : إطلاقه رحِمه الله بقبول زيادة الثقة هكذا هو خلاف المعلوم من أقوال أهل العلم بتقييد قبول زيادة الثقة عندما لا تُخالف رواية الأوثق والأكثر والأحفظ . فكيف وقد اجتمعت كلها هنا .
    وقد وردت رواية عند النسائي في حديث عبد الله بن زيد ؛ عن مُحمد بن منصور وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه مرتين . وسيأتي معنا بيان شذوذ هذه الرواية في معرض الكلام على الحديث التاسع إن شاء الله .
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : والقول بِمسح الرأس أكثر من مرة خلاف الإطلاق في الحديث لأنَّ المطلق يصدق بِمرة ، وكذلك فإنَّ المطلق في الروايات يُحمل على المقيد في الروايات الأخرى التي وردت في الباب ومنها حديث عثمان هذا ؛ وحديث عبد الله بن زيد الذي بعد هذا أنَّه مسح رأسه مرة . مع دخول الأذن مع الرأس في الحكم .
    عاشراً : لَم يُخالف أحدٌ في وجوب غسل القدمين إلى الكعبين إلَّا الرافضة وهم كما قلنا ساقطون لا يُعتدُّ بِخلافهم ، فهم القائلون بالمسح .
    الحادي عشر : أن ما تسترسلُ النفس معه ويُمكن المرء قطعه داخلٌ في حديث النفس . وأمَّا الوساوس والخواطر التي تَهجم على قلب العبد ويصعب عليه دفعها فهو معفو عنه إن شاء الله .
    قال النووي رحِمه الله عند قوله « لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ » ، قال : « والمرادُ لا يُحدِّثُها بشيء من أمور الدنيا ، ولو عَرَضَ له حديث فأعرض عنه ؛ حصلت له هذه الفضيلة ، لأنَّ هذا ليس من فعله ، وقد غفر لِهذه الأمة ما حدثت به نفوسها » ، هذا معنى كلامه رحِمه الله . وبالله التوفيق .


الحديث التاسع

    [9] عن عمرو بن يَحيى المازني ، عن أبيه قال : شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي ﭐلْحَسَنِ سَأَلَ عَبْدَ ﭐللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ ، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ رَسُولِ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم . فَأَكْفَأَ عَلَىٰ يَدَيْهِ مِنَ ﭐلتَّوْرِ ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثاً ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي ﭐلتَّوْرِ ، فَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ وَﭐسْتَنْثَرَ ثَلاَثاً بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلتَّوْرِ ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً . ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ ، فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَيْهِ ؛ فَمَسَحَ بِهِمَا رَأْسَهُ ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ - مَرَّةً وَاحِدَةً -, ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ .
    وفي رواية : « بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ، حَتَّىٰ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَىٰ قَفَاهُ ؛ ثُمَّ رَدَّهُمَا حَتَّىٰ رَجَعَ إِلَىٰ ﭐلْمَكَانِ ﭐلَّذِي بَدَأَ مِنْهُ » .
    وفي رواية : « أَتَانَا رَسُولُ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ » . ﭐلتَّوْرُ : شِبْهُ ﭐلطِّسْتِ .
    تَخريج الحديث :
    هذا الحديث أخرجه البخاري في الوضوء باب مسح الرأس كله لقول الله تعالى : وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ }(4) ، برقم ( 185 ) ، فقال :
    حدثنا عبدُ اللهِ بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن عمرو بن يَحيى المازني ، عن أبيه ، أنَّ رجلاً قال لعبد الله بن زيد - وهو جد عمرو بن يَحيى - : « أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ؟ ، فَقَالَ عَبْدُ ﭐللَّهِ بْنُ زَيْدٍ : نَعَمْ . فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَىٰ يَدَيْهِ فَغَسَلَ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَﭐسْتَنْثَرَ ثَلاَثاً ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً, ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ : بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتَّىٰ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَىٰ قَفَاهُ ، ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَىٰ ﭐلْمَكَانِ ﭐلَّذِي بَدَأَ مِنْهُ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً باب غسل الرجلين إلى الكعبين ، برقم ( 186 ) فقال :
   حدثنا موسى قال : حدثنا وُهَيْبٌ ، عن عمرٍو ، عن أبيه : قال : « شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ : سَأَلَ عَبْدَ ﭐللَّهِ بْنَ زَيْدٍ ، عَنْ وُضُوءِ ﭐلنَّبِي صَلَّىٰ ﭐللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ ﭐلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَكْفَأَ عَلَىٰ يَدِهِ مِنَ ﭐلتَّوْرِ ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثاً ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلتَّوْرِ ، فَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ وَﭐسْتَنْثَرَ ثَلاَثَ غَرَفَاتٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْكَعْبَيْنِ » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً باب من مضمض واستنشق من غرفة واحدة ، برقم ( 191 ) ، فقال :
    حدثنا مسدد قال : حدثنا خالد بن عبد الله قال : حدثنا عمرو بن يَحيَى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد : « أَنَّهُ أَفْرَغَ مِنَ ﭐلإِنَاءِ عَلَىٰ يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ، ثُمَّ غَسَلَ - أَوْ مَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثاً ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ، مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْكَعْبَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولُ ﭐللَّهِ صلى الله عليه وسلم » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً باب مسح الرأس مرة ، برقم ( 192 ) ، فقال :
    حدثنا سليمان بن حرب قال : حدثنا وهيب قال : حدثنا عمرو بن يَحيَى ، عن أبيه قال : « شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ ، سَأَلَ عَبْدَ ﭐللَّهِ بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ ﭐلنَّبِي صلى الله عليه وسلم ، فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ لَهُمْ ، فَكَفَأَ عَلَىٰ يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثاً ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ ، فَمَضْمَضَ وَﭐسْتَنْشَقَ وَﭐسْتَنْثَرَ ثَلاَثاً ، بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مِاءٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَىٰ ﭐلْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ، فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي ﭐلإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ » .
    وَحَدَّثَنَا مُوسَىٰ قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ : « مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة ، برقم ( 197 ) ، فقال :
    حدثنا أحْمد بن يونس قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة قال : حدثنا عمرو بن أبي يَحيَى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد قال : « أَتَىٰ رَسُولُ ﭐللَّهُ صلى الله عليه وسلم ، فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً فِي تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ ، فَتَوَضَّأَ ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ، فَأَقْبَلَ بِهِ وَأَدْبَرَ ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ » .
    كما أخرجه في الوضوء أيضاً باب الوُضُوءِ من التور ، برقم ( 199 ) ، فقال :
    حدثنا خالد بن مَخْلَدٍ قال : حدثنا سليمان قال : حدثني عمرو بن يَحيَى ، عن أبيه قال : كان عمي يكثر من الوضوء ، قال لعبد الله بن زيد : أخبرني كيف رَأَيْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ؟ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ ، فَكَفَأَ عَلَىٰ يَدَيْهِ ، فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثَ مِرَارٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاغْتَرَفَ بِهَا ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَىٰ الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَمَسَحَ رَأْسَهُ ، فَأَدْبَرَ بِهِ وَأَقْبَلَ ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ : هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ .
    كما أخرجه مسلم في الطهارة بابٌ في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
    حدثني مُحمد بن الصَّبَّاح ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن عمرو بن يَحيى بن عمارة ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري وكانت له صحبة قال : قيل له توضأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا بإناء فأكفأ منها على يديه فغسلهما ثلاثاً ، ثُمَّ أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثاً ، ثُمَّ أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين ، ثُمَّ أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر ، ثُمَّ غسل رجليه إلى الكعبين ، ثُمَّ قال : هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    كما أخرجه في الباب ذاته فقال :
    حدثني القاسم بن زكريا ، حدثنا خالد بن مَخْلَدٍ ، عن سليمان هو ابن بلال ، عن عمرو بن يَحيى ، بِهذا الإسناد ولَم يذكر الكعبين .
    كما أخرجه في الباب ذاته فقال :
    حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري ، حدثنا مَعْنٌ ، حدثنا مالك بن أنس ، عن عمرو بن يَحيى بِهذا الإسناد وقال : مضمض واستنثر ثلاثاً ولَم يقل من كفٍ واحدة ، وزاد بعد قوله : فأقبل بِهما وأدبر ، بدأ بِمُقَدَّمِ رأسه ، ثُمَّ ذهب بِهما إلى قفاه ، ثُمَّ ردهُما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ، وغسل رجليه .
    كما أخرجه في الباب ذاته فقال :
حدثنا عبد الرحْمن بن بِشْرٍ العبدي ، حدثنا بَهْزٌ ، حدثنا وهيب ، حدثنا عمرو بن يَحيى بِمثل إسنادهم ، وَاقْتَصَّ الحديث ، وقال فيه : فمضمض واستنشق واستنثر من ثلاث غَرَفَاتٍ ، وقال أيضاً فمسح برأسه فأقبل به وأدبر مرة واحدة ، قال بَهْزٌ : أملى عَلَيَّ وُهَيْبٌ هذا الحديث ، وقال وُهَيْبٌ أملى عَلَيَّ عمرو بن يَحيى هذا الحديث مرتين .
    كما أخرجه في الباب ذاته فقال :
    حدثنا هارون ابن معروف ، ( ح ) وحدثنا هارون بن سعيد الأيْلِي ، وأبو الطاهر ، قالوا : حدثنا ابن وَهْبٍ ، أخبرني عمرو بن الحارث ؛ أنَّ حَبَّان بن واسعٍ حدثه ، أنَّ أباه حدثه ، أنَّه سَمعَ عبد الله بن زيدِ بنِ عاصمٍ المازنِيِّ يذكر أنَّه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فَمَضْمَضَ ثُمَّ اسْتَنْثَرَ ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثاً ، ويده اليمنى ثلاثاً والأخرى ثلاثاً ، ومسح برأسه بِماءٍ غيرِ فَضْلِ يده ، وغسل رجليه حتى أنقاهُما .
    قال أبو طاهر : حدثنا ابن وَهْبٍ ، عن عمرو بن الحارث .
    كما أخرجه مالك في الطهارة باب العمل في الوضوء ، برقم ( 32 ) فقال :
    عن عمرو يَحيى المازنِيِّ ، عن أبيه ، أنَّه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جد عمرو بن يَحيى المازنِيِّ ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - هل تستطيع أن ترينِي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ؟ ، فقال عبد الله بن زيد بن عاصم : نعم ، فدعا بِوَضُوءٍ ، فأفرغ على يده ، فغسلَ يديه مرتين مرتين ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واستنثر ثلاثاً ، ثُمَّ غسل وجهه ثلاثاً ، ثُمَّ غسل يديه مرتين مرتين إلى المِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ مسحَ رأسه بيديه فأقبل بِهما وأدبر ؛ بدأ بِمُقَدَّمِ رأسه ، ثُمَّ ذهب بِهما إلى قفاه ، ثُمَّ ردهُما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ، ثُمَّ غسلَ رِجلَيْهِ .
    كما أخرجه الطيالسي في مسنده ، برقم ( 1102 ) في مسند عبد الله بن زيد فقال :
    حدثنا خارجة بن مصعب ، عن عمرو بن يَحيى الأنصاري ، عن أبيه قال : قال لنا عبد الله ابن زيد : ألاَ أتوضأ لكم وُضُوءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلنا : بلى ، فَتَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ بِغَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ ثلاثاً ، ثُمَّ غسلَ وَجْهَهُ ثلاثاً ، ثُمَّ غسلَ ذِرَاعَيْهِ مرتين مرتين ، ثُمَّ مسحَ بِرأسه فأقبلَ بيده وأَدْبَرَ بِها ، وغسلَ رجْلَيْهِ ثلاثاً ثلاثاً ، ثُمَّ قال : هكذا كان وُضُوءُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .
    كما أخرجه أبو داود في سننه في الطهارة باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم  ، برقم ( 118 ) فقال :
    حدثنا عبد الله بْنُ مَسْلَمَةَ ، عن مالكٍ ، عن عمرِو بنِ يَحيى المازنِيِّ ، عن أبيه أنَّه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم - وهو جدُّ عمرِو بنِ يَحيَى الْمَازِنِيِّ - هل تستطيع أن تُرِيَنِي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ؟ فقال عبد الله ابن زيد : نعم ، فدعا بِوَضُوءٍ ، فأفرغ على يديه فغسلَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ ثلاثاً ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثلاثاً ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ مسحَ رأسهُ بِيَدَيْهِ ، فأقبل بِهما وأَدْبَرَ : بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ ذهبَ بِهما إلى قفاه ، ثُمَّ رَدَّهُمَا حتى رجعَ إلى المكان الذي بَدَأَ منه ، ثُمَّ غسلَ رِجْلَيْهِ .
    كما أخرجه في الباب ذاته أيضاً برقم ( 119 ) فقال :
    حدثنا مُسَدَّدٌ قال : حدثنا خالد ، عن عمرو بنِ يَحيى الْمَازِنِيِّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد بنِ عاصم ، بِهذا الحديث ، قال فمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ من كفٍّ واحدة ، يفعل ذلك ثلاثاً . ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ .
    كما أخرجه في ذاتِ الباب أيضاً ، برقم ( 120 ) فقال :
    حدثنا أحْمَدُ بنُ عمرِو بنِ السَّرْحِ ، حدثنا ابنُ وَهْبٍ ، عن عَمْرِو بنِ الحارثِ ، أنَّ حَبَّانَ بنَ واسعٍ حدثه أنَّ أباه حدثه ، أنَّه سَمِعَ عبدَ الله بْنَ زَيْدِ بْنِ عاصمِ الْمَازِنِيِّ يَذْكُرُ أنَّه رأى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فذَكَرَ وُضُوءَهُ ، قال : ومَسَحَ رَأْسَهُ بِماءٍ غيرِ فضلِ يَدَيْهِ ، وغَسَلَ رِجْلَيْهِ حتى أنْقَاهُما .
    كما أخرجه الترمذي في الطهارة باب ما جاء أنَّه يأخذ لرأسه ماءً جديداً ، برقم ( 35 ) فقال :
    حدثنا عليُّ بنُ خَشْرَمٍ ، حدثنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ ، حدثنا عمرُو بنُ الحارثِ ، عن حَبَّانَ ابنِ واسعٍ ، عن أبيه ، عن عبدِ الله بنِ زَيْدٍ ، أنَّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّاَ ، وأنَّه مسحَ رأسَهُ بِماءٍ غيرِ فضلِ يديه .
    كما أخرجه مُختصراً في الطهارة أيضاً باب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثاً ، برقم ( 47 ) فقال :
    حدثنا مُحمدُ بنُ أبي عُمَرَ ، حدثنا سفيانُ بنُ عيينة ، عن عمرِو بنِ يَحيى ، عن أبيه ، عن عبدِ الله بنِ زيدٍ ، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم توضَّأَ فغسلَ وجْهَهُ ثلاثاً ، وغسلَ يَدَيْهِ مرتين مرتين ، ومسح برأسه ، وغسلَ رِجْلَيْهِ مرتين .
    كما أخرجه النسائِيُّ في الطهارة باب حَدِّ الغَسْلِ ، ( 1 / 71 ) برقم ( 97 ) فقال :
    حدثنا مُحمدُ بنُ سَلَمَةَ والحارثُ بنُ مِسْكِينٍ قراءةً عليهِ وأنَا أَسْمَعُ واللفظُ لهُ ، عن ابنِ القاسِمِ قال : حدثني مالكٌ ، عن عمرِو بنِ يَحيَى الْمَازِنِيِّ ، عن أبيه : أنَّه قال لعبدِ اللهِ بنِ زَيْدِ بنِ عاصمٍ - وكان من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جدُّ عمرِو بنِ يَحيَى - هل تستطيعُ أن تُرِيَنِي كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ؟ قال عبد الله بنُ زيدٍ : نعم ، فدعا بِوَضُوءٍ ، فأفرغَ على يَدَيْهِ ، فغسلَ يَدَيْهِ مرتين مرتين ، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ ثلاثاً ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثلاثاً ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ مَسَحَ رأسَهُ بِيَدَيْهِ فأقبلَ بِهما وأدْبَرَ ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ ثُمَّ ذَهَبَ بِهما إلى قفاهُ ثُمَّ ردهُما حتى رجع إلى المكان الذي بَدَأَ منه ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ .
    كما أخرجه في الطهارة أيضاً باب صفة مسحِ الرأسِ ، ( 1 / 72 ) برقم ( 98 ) فقال :
    أخبرنا عُتْبَةُ بنُ عبدِ الله ، عن مالكٍ هو ابنُ أنسٍ ، عن عمرِو بنِ يَحيَى ، عن أبيه ، أنَّه قال لعبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عاصمٍ - وهو جدُّ عمرِو بنِ يَحيَى - هل تستطيع أن تُرِيَنِي كيف كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ ؟ قال عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ : نعم ، فدعا بِوَضُوءٍ فأفرغَ على يده اليمنَى فغسل يَدَيْهِ مرتين ، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ ثلاثاً ، ثُمَّ غسلَ وَجْهَهُ ثلاثاً ، ثُمَّ غسلَ يَدَيْهِ مرتين مرتين إلى الْمِرْفَقَيْنِ ، ثُمَّ مسحَ رَأسَهُ بِيَدَيْهِ فأقبلَ بِهما وأَدْبَرَ ، بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رأسِهِ ثُمَّ ذهبَ بِهما إلى قفاه ثُمَّ رَدَّهُما حتى رجعَ إلى المكانِ الذي بَدَأَ منه ، ثُمَّ غسلَ رجليه .
    كما أخرجه مُختصراً في الطهارة أيضاً باب عدد مسح الرأس ، ( 1 / 72 ) برقم ( 99 ) فقال :
أخبرني مُحمدُ بنُ منصورٍ قال : حدثنا سفيانُ ، عن عمرِو بنِ يَحيَى ، عن أبيه ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ الذي أُرِيَ النداءَ قال : رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ، فغسلَ وَجْهَهُ ثلاثاً ، ويَدَيْهِ مرتين ، وغسلَ رِجْلَيْهِ مرتين ، ومسحَ بِرَأسِهِ مرتين .
    وهذه الرواية شاذة بسبب وهم الراوي مُحمدِ بنِ منصور في عدد مرات مسح الرأس مُخالفاً في ذلك المحفوظ وهو مسحة واحدة ، ووجه الوهم فيه أنَّ الراوي حسب الرد في مسح الرأس مسحة ثانية ، والصحيح أنه استيعابٌ للمسح الأول لتمام الشعر ، إذ العادة أنَّ الشعر ينثني عند المسح ، فالمسح الأول الذي يذهب فيه باليدين إلى القفا لا يستوعب الشعر ، وبالرد يَحصل الاستيعابُ وهذا ظاهر .
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : قوله « الذي أُرِيَ النداء » قال السِّنْدِي : قالوا هذا خطأ ، لأنَّ راوي حديث الوضوء هو عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ عاصمِ الْمَازِنِيِّ ، وراوي حديث الأذان هو عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ عبد رَبِّهِ .
    راوي الحديث :
    هو عمرُو بنُ يَحيَى بنِ عُمَارَةَ بنِ أبي حسنِ المازنِيُّ الأنصاريُّ المدنِيُّ ، واسمُ أبي الحسن تَميمُ بنُ عُمَرَ ، كما ذكره ابن حجرٍ التهذيب ، وهو ابنُ بنتِ عمرِو بنِ أبي الحسن .
    قال ابنُ حجرٍ : « وقولُ المصنِّف - يعني المزي صاحب تَهذيب الكمال - أنَّه ابنُ بنتِ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ ، وهمٌ تبِعَ فيه صاحب الكمال ، وسَبَبُهُ ما في رواية مالكٍ عن عمرِو بن يَحيَى عن أبيه رجلاً يسألُ عبدَ اللهِ بنَ زيدٍ وهو جدُّ عمرِو بنِ يَحيَى ، فَظَنُّوا أنَّ الضمير يعودُ على عبدِ الله بنِ زيدٍ ، وليس كذلك بل إنَّما يعودُ على الرجلِ وهو عمرُو بنُ أبي الحسن عمُّ يَحيَى بنِ عُمَارَةَ والدِ عمرِو بنِ يَحيَى الْمَازِنِيِّ ، وقيلَ له جدُّ عمرِو بنِ يَحيَى تَجَوُّزاً لأنَّ العمَّ صِنْوُ الأبِ . وأمَّا عمرُو بنُ يَحيَى فأمه فيما ذكَرَ مُحمدُ بنُ سعدٍ في الطبقات ؛ حَميدةُ بنتُ مُحمدِ بنِ إياسٍ الكبير . وقال غيره : أمُّ النعمانِ بنتُ أبي حيَّةَ ، فالله أعلم » . انتهى كلام ابنِ حجرٍ بتصرف .
    وأمَّا ابنُ عبدِ البر فقال : عسى أن يكون جده لأمه - يعني عمرَو بنَ أبي الحسن - بالرغم من الاختلاف الذي ذكَرَهُ في «التمهيد» في سياق روايته للحديث وألفاظه . وعمرو هذا من شيوخ مالك وقد وثقوه ، وقال عثمان الدارمي عن ابن معينٍ : صويلحٌ وليس بالقوي .
    وعبدُ الله بنُ زيدٍ رضي الله عنه : هو عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ عاصمِ بنِ كعبٍ الأنصاريُّ المازِنِيُّ أبو مُحمدٍ . وهو غيرُ عبدِ اللهِ بنِ زيدِ بنِ عبدِ رَبِّهِ الذي أُرِيَ الأَذانَ كما نقلنا من كلام السِّنْدِيِّ سابقاً .
    صحابِيٌّ جليلٌ ، روى صفةَ الوضوءِ وغيرَها ، استشهِدَ بالحرةِ سنةَ ثلاثٍ وستين للهجرة .
    موضوع الحديث :
    صفة وُضُوء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيفية مسح الرأس في الوضوء .
    المفردات :
    قوله « فَدَعَا بِتَوْرٍ » : التَّوْرُ بفتح التاء ، يشبه الطشت ، وقيل هو الطشت ، بفتح الطاء وكسرها وإسقاط التاء لغات فيه .
    قوله « مِنْ صُفْرٍ » : الصُّفْرُ : بصادٍ مهملة مضمومة نوع من النحاس .
    قوله « غَرْفَاتٍ » : بفتح الغين وضمها وإسكان الراء ، جَمعُ غَرفَةٍ وغُرفَةٍ ، وهو ما أخذه الآدمي بِملئ كَفِّهِ .
    المعنى الإجْمالِي :
    هذا الحديث يُبَيِّنُ لنا مقدارَ حرص السلف من القرون المفضلة رحِمهم الله على تعلم شريعة الله تبارك وتعالى تلقياً عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نقلها للأمة من بعدهم ، كما يُبَيِّنُ مقدار صدقِ الصحابة رضوان الله عليهم في دقة التعبير واللفظ لِمَا تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نقل عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ رضي الله عنه نوع الآنية التي توضأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية مسحه صلى الله عليه وسلم لرأسه ، كما سيأتي معنا في فقه الحديث إن شاء الله .
    فقه الحديث :
    أكثر فقه الحديث قد تقدم معنا في حديث حُمْرَانَ بنِ أبانَ مولى عثمانَ رضي الله عنه . ولَم يبقَ معنا إلاَّ بضعُ مسائل ؛ وهي :
    أولاً : جوازُ الوضوء في آنية الصُّفْرِ وغيرها من الآنية ، فيما عدا آنية الذهب والفضة . ومن فعل ذلك فقد صحح أكثر الفقهاء وضوءه مع ثبوت الإثْم عليه .
    ثانياً : ذكر الصنعاني في « سبل السلام » ثلاثةَ أقوال للعلماء في كيفية مسح الرأس نسوقها باختصار :
    القول الأول : أن يبدأ بِمُقَدَّمِ رأسه الذي يلي الوجه ، فيذهب بيديه إلى القفا ثُمَّ يعود بِهما إلى المكان الذي بدأ منه .
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : وهذا ظاهر قوله : « بدأ بِمُقَدَّمِ رأسه حتى ذهبَ بِهما إلى قفاه ؛ ثُمَّ ردهُما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه » .
    لكن أجيب : بأن الواو لا تقتضي الترتيب ، فالتقدير : وأدبر وأقبل .
    القول الثاني : أن يبدأ بِمُؤَخَّرِ رأسِهِ ، ويَمُرَّ إلى جهة الوجه ؛ ثُمَّ يرجعَ إلى الْمُؤَخَّرِ ، مُحافظةً على ظاهر لفظ : « أقبلَ وأدْبَرَ » ، فالإقبال إلى مُقَدَّمِ الوجه والإدبار إلى ناحية الْمُؤَخَّرِ ، بناء على الصفة التي وردت في الحديث الصحيح : « بَدَأَ بِمُؤَخَّرِ رَأْسِهِ » ، ويُحْمَلُ الاختلاف في لفظ الأحاديث على تعدد الحالات .
    القول الثالث : أن يبدأَ بالناصية ؛ ويذهبَ إلى ناحية الوجه ، ثُمَّ يذهب إلى جهة مُؤَخَّرِ الرأس ، ثُمَّ يعود إلى ما بدأ منه وهو الناصية .
    قال الصنعانِيُّ رحِمه الله : « ولعلَّ قائل هذا قصد المحافظة على قوله : بدأ بِمُقَدَّمِ رأسِهِ ، مع المحافظة على ظاهر لفظ « أقبل وأدبر » ؛ لأنَّه إذا بدأ بالناصية صدق أنَّه بدأ بِمُقَدَّمِ رأسه ، وصدق أنَّه أقبل أيضاً ، فإنَّه ذهب إلى ناحية الوجه وهو القُبُلُ » ا.هـ
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : ويُمكن الجمع بين اختلاف الألفاظ في الروايات وحَملها على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فعلَ هذا وفعلَ هذا ، لكنَّ كونَه بدأَ بِمُقَدَّمِ رأسه يُحْمَلُ على أنَّه كان يفعله أكثر من غيرِه من الكيفيات التي ذُكِرَتْ ، وهذا من العمل الْمُخَيَّرِ فيه . لأنَّ المقصود من هذا تعميم الرأس بالمسح .
    ثالثاً : وردَ في روايات حديث عبد الله بنِ زيد رضي الله عنه : « أنَّهُ رَأَى النَّبِيَ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ، وأنَّه مَسَحَ رَأْسَهُ بِمَاءٍ غَيْرِ فَضْلِ يَدَيْهِ » .
    وهذا مُخَرَّجٌ عند الترمذي في الطهارة باب ما جاء أنَّه يأخذ لرأسه ماءً جديداً ، برقم ( 35 ) فقال :
    حدثنا عليُّ بنُ خَشْرَمٍ ، حدثنا عبدُ الله بنُ وَهْبٍ ، حدثنا عمرُو بنُ الحارثِ ، عن حَبَّانَ ابنِ واسعٍ ، عن أبيه ، عن عبدِ الله بنِ زَيْدٍ ، « أنَّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ ، وأنَّه مسحَ رأسَهُ بِماءٍ غيرِ فضلِ يديه » .
    ثُمَّ قال : حديث حسن صحيح .
    كما روى ابن لَهيعة هذا الحديث عن حَبَّانَ ابنِ واسعٍ ، عن أبيه ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ .
    قال الترمذي : ورواية عمرِو بنِ الحارثِ عن حَبَّانَ أصحُّ لأنَّه قد رُوِيَ من غيرِ وجهٍ هذا الحديث ، عن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ وغَيْرِهِ : «أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخذَ لرأسِهِ ماءً جديداً » .
    قال الترمذي رحِمه الله : « والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم : رأوا أن يأخذَ لرأسه ماءً جديداً » ا.هـ
    رابعاً : أعجب لكثيرٍ من أهل العلم وطلبته حيث يسبرون النقاش في مسألة تعميم الرأس بالمسح جَميعاً أو بعضه بطريقة كلامية بَحتة ، ناسين أنَّ ما أجْمله القرآن فالسنة مبيِّنَةٌ له ، أو ما أطْلَقَهُ فالسنة مقيدة له ، أو ما كان فيه عامًّا فالسنة مُخصصة له ، وهكذا .
    لِمَاذا الخوض والدَّوْكُ في هذا ؟ ، بينَ قائل بالحقيقة وآخر مُخرجٍ له إلى المجاز .
  ألَم يأمُرنا الله تبارك وتعالى بالأخذ عنه صلى الله عليه وسلم والسمع والطاعة له ، فقال جلَّ من قائل: {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٧}(5) ، وقال تبارك وتعالى: {مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًا ٨٠}(6) .
    فلماذا لا نَرُدُّ هذا الأمر إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لنرى هل ورد المسح ببعض الرأس أم كله ؟ .
    وأعجب من قول الشوكاني رحِمه الله : « فلا شكَّ في أولوية استيعاب المسح لِجميع الرأس وصحة أحاديثه ، ولكن دون الجزم بالوجوب مَفَاوِزَ وعِقَابٌ » ا.هـ
    قلت - والقائل أبو حمود عفا الله عنه - : بلى والله نَجزمُ بوجوب مسح الرأس ، ونَجزم بوجوب استيعاب المسح لِجميع الرأس ، وأنَّ المفاوز والعقاب في تَخطي الأخذ بِما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه إلى الأخذ بأقوال الأئمة التي يُخالفُ بعضُها بعضاً .
    فما أُجْمِلَ في القرآن في قوله تبارك وتعالى : وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ }(7) ، بينه النَبِيُّ  بفعله بِما نقله صحابته الكرام ، كما في حديث عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ .
    وأمَّا حديثُ الرُّبَيِّعِ بنتِ مُعَوِّذِ بنِ عفراء فقد ذكرَ عللهُ ابنُ عبدِ البرِّ في التمهيد ، وذكر منها : « عليَّ بنَ مُحمدِ ابن عقيل » .
    وقد ذهب إلى وجوب تعميم الرأس في المسح ؛ مالكُ والمزَنِيُّ والجبائي وإحدى الرواتين عن أحْمدَ بن حنبل وبعض أصحاب داود .
    خامساً : أنَّ من قال بأنَّ « الباء » للتبعيض في قوله تعالى: وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ } ؛ فقد أخطأ ، لأنَّ هذا لَم يثبت ؛ لا عند النحاة ولا عند أئمة التفسير ، وقد أنكر سيبويه هذا في خَمسة عشر موضعاً من كتابه .
    فإن قال أنَّ الباء للتبعيض في قوله تعالى : { وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ } ، قلنا ما تقول في الباء في قوله تبارك وتعالى : وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ 29 }(8) ؟ ، فإن قالوا هي للتبعيض ، قلنا : بطل الطواف . وإن قالوا : هي للالصاق ، قلنا فما وجه التفريق في عمل حرف الجر في الآيتين ؟! .
    سادساً : أنَّ المباحث التي تَختص بِمسألة مسح الرأس هي كما يلي :
    أولاً : كيفية مسح الرأس الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
    ثانياً : وجوب التعميم أم لا .
     ثالثاً : ثبوت التبعيض أم لا .
    رابعاً : أخذ ماء جديد للرأس أم لا .
    خامساً : هل الأذنان من الرأس أم لا ؟ .
    هذا وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .


كتبه
أبو حمود هادي بن قادري بن حسين محجب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) [ البقرة : 159 ] .
(2) [ فاطر : 5 - 6 ] .
(3) [ الإسراء : 1 ] .
(4) [ المائدة : 6 ] .
(5) [ الحشر : 7 ] .
(6) [ النساء : 80 ] .
(7) سبق عزوها .
(8) [ الحج : 29 ] .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



روابط هذه التدوينة قابلة للنسخ واللصق
URL
HTML
BBCode

0 التعليقات:

المقالات

   البلاغة العربية نشأتها وصلتها بعلوم الشريعة والعربية    همسة في صماخ الأستاذ علي حملي    إشباع النهم ببيان أقسام تعلق الكلم    الشيخ محمد أيوب رحمه الله سيرة وعطاء    التوحيد هو أعظم الأمور وأهمها    البيان والارتجال في الخطابة والوعظ والمقال    العلم الشرعي وأثره في حياة سلفنا الصالح    الأخوة الإيمانية عند حسام العدني    دولة فاحش والحرب على الإسلام بالوكالة وتفجيرات باريس


Flag Counter

التصفح المباشر

مواقع سلفية

   مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية    مكتبة أبي حمود العلمية